الشرعية، وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالما اشتهر في الناس الأخذ عنه إلا وله قدوة اشتهر في قرنه بمثل ذلك.
وقلما وجدت فرقًة زائغًة، ولا أحدًا مخالفًا للسنة، إلا وهو مفارق لهذا الوصف. ... وبهذا الوجه وقع التشنيع على ابن حزم الظاهري، وأنه لم يلازم الأخذ عن الشيوخ، ولا تأدب بآدابهم، وبضد ذلك كان العلماء الراسخون كالأئمة الأربعة وأشباههم " أهـ
والثالثة: الاقتداء بمن أخذ عنه، والتأدب بأدبه
كما علمت من اقتداء الصحابة بالنبي ﷺ، واقتداء التابعين بالصحابة، وهكذا في كل قرن، وبهذا الوصف امتاز مالك عن إضرابه، أعنى بشدة الاتصاف به، وإلا فالجميع ممن يهتدي به في الدين، كذلك كانوا، ولكن مالكًا اشتهر بالمبالغة في هذا المعنى ".
فلما تُرك هذا الوصف (أي اقتداء كل تلميذ بشيخه تمامًا في نعته ووصفه وطريقته وسمته) رفعت البدع رؤوسها؛ لأن ترك الاقتداء دليل على أمر حدث عند التارك أصله اتباع الهوى ... "
وتأمل معي - أخي في الله - هذه الفقرة للإمام مالك ﵁ في الاتباع فإنَّها نافعة:
" كان مالك إذا ذكر النبي ﷺ يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يومًا في ذلك: فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم