افيه إلا منقضة(1) إخلاق الوجه وبذله للناس لكان كافيا، ومنصب الولاية ينزه عن ذلك اوكيف وهو مجانب للفرائض التي افترضها الله تعالى عليه، فإن زعموا أنه لا عقل له اقلنا هو أبعد عن جانب الولاية إذ لا وازع عنده يهديه لبساط أهل العناية، وقد تقدم الكلام على مثله اقد فضحته شواهد الامتحان أن تعلق بامرأة وتعلقت به ، وكان يحميها حماية الحل في حال هيجانه، ويخلو(2) بها ليلا ونهارا، وحين تسأل المرأة فتذكر أشياء ما ايوجب الحد عليها شرعا(3) وعليه لو أقر به، وتقول: إن الأولياء أعطوني له أو أذنوا له او نحو هذا من ترهات أهل البدع، إلى أن ظهر بها حمل، وهو عليها مسترسل كذلك في الخلوة بها والمبيت معها، وهي تلهج بنسبته إليه ونسبة ما يوجب الحد الشرعي كما ذكر، وفشا(4) أمره وظهره(5)، فسقط من عند قوم هداهم الله للصواب، ولم يزل ااخرون على اعتقادهم قائلين : إن الأولياء أمروه أو أعطوه المرأة. فانظر إلى هذا الخطر العظيم، والأمر / الفادح الجسيم، في نسبته أولياء الله وأهل صفوته إلى 20/.
البائح والخبائث. تكاد العقوبة تعاجل لولا أن الله حليم يؤخر الجميع ليوم تضيق فيه المسالك. { وما ربك بظلام للعبيد )(6).
62- [التعريف بأبي مدين] أبو مدين: منهم رجل يقال له أبو مدين، كان والده سقاء، يبيع الماء من الوادي لأهل البلد على عادة السقائين، وهو مع والده تارة يصعد معه ويهبط للوادي ومرة وحده اوكان كثرة إذايته للخلق بأظفاره ينهشهم ويخدشهم بها وهو مصاب بالجنون، والعياذ باله، لا يفقه معروفا ولا ينكر منكرا ولا يحذث أحدا إلا من يقرب منه أو يناديه، اربه أو يخدشه كما ذكر، وهذا حاله في البداءة لا يعرف إلا بداء الجنون، ويطرد (1) كذا (منقضة) والمعتى (مفسدة).
(2) في الأصل (يخلوا).
(3) في الأصل (شرعي) (4) في الأصل (فشى) .
(5) كذا (ظهره) ، ولا ندري المقصود منها بالضبط 6) سورة (فصلت)، الآية (46).
ناپیژندل شوی مخ