ومن هذه الطبقة واصل بن عطاء «2». قال المبرد: «ويكنى بأبي حذيفة، ويلقب بالغزان، ولم يكن عزالا لكنه يلزم الغزالين، وكان طويل العنق، وكان إحدى الأعاجيب! وذلك أنه كان ألثغ الراء، قبيع اللثغة فيها، فكان يخلص كلامه من الراء، ولا يفطن لذلك لاقتداره وسهولة ألفاظه، وفيه يقول بعض الشعراء باطالته الخطب وتجنبه الراء:
يجعل البر قمحا في تصرفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يقل مطرا والقول يعجله ... فعاد بالغيث إشفاقا من المطر
وقيل أنه مولى لضبة، وقيل لبني مخزوم، وقيل بني هاشم، وقال الجاحظ: «وقيل له الغزال، كما قيل لخالد الحذاء ولم يكن حذاء. وأبو سعيد المقبري لأنه كان ينزل المقابر»، وكان واصل يلزم أبا عبد الله الغزال صديقا له، ليعرف المتعففات من النساء، فيجعل صدقته لهن، وكان يعجبه ذلك.
قيل، ولد سنة ثمانين، ذكره أبو الحسين الخياط، وولد في المدينة. قال الجاحظ:
«لم يشك أصحابنا أن واصلا لم يقبض دينارا ولا درهما». وفي ذلك قال بعضهم في مرثيته:
ولا مس دينارا ولام مس درهما ... ولا عرف الثوب الذي هو قاطعه
مخ ۳۳