وأما ابن عباس «2»، ففي مناظراته لمجبرة الشام ما يقطع كل عذر، وذلك أنه روى عنه مجاهد، أنه كتب الى قراء المجبرة بالشام.
«أما بعد أتأمرون الناس بالتقوى وبكم ضل المتقون. وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون، يا أبناء سلف المقاتلين، وأعوان الظالمين، وحزان مساجد الفاسقين، وعمار سلف الشياطين، هل منكم إلا مفتر على الله يحمل إجرامه عليه وينسبها علانية إليه، وهل منكم إلا من السيف قلادته، والزور على الله شهادته، أعلى هذا تواليتم أم عليه تماليتم؟ حظكم منه الأوفر ونصيبكم منه الأكبر، عمدتم الى موالاة من لم يدع لله مالا إلا اخذه، ولا منارا إلا هدمه، ولا مالا ليتيم إلا سرقه أو خانه، فأوجبتم لأخبث خلق الله أعظم حق، وتخالفتم مع أهل الحق حتى ذلوا وقلوا وأعنتم أهل الباطل حتى عزوا وكثروا، فأنيبوا الى الله وتوبوا، تاب الله على من تاب وقبل من أناب».
مخ ۲۰