204

منھاج الصواب

ژانرونه

============================================================

عليه ملك الموت، فقبض روحه. نم رجع إلى سليمان.

فقال له: رأيتك تديم النظر إلى جليسي قال: نعم، أتعجب منه لأني أمرت بقبض روحه في أبعد جزائر الهند في ساعة قريبة من الوقت الذي كان عندكا فما هو إلا أن عرجت من عندك، قيل في انزل عليه، فإنه بها نزلت عليه فوجدته بها، فقبضت روحه.

واعلم أن: في النظر إلى الميت ومشاهدة حاله وسكراته ونزعاته وتأمل صورته بعد مماته ما يقطع عن النفوس لذاتها، ويكنع من القلوب مسراتها.

وروي عن الحسن البصري رحمه الله: أنه دخل مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كربه وعسره وشدة ما نزل به.

فرجع إلى أهله بغير الحال الي خرج بها من عندهم فقالوا له: الطعام يرحمك الله، أتأكل؟

فقال: يا أهلاه عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل به حتى ألقاه.

واعلم أن: الموت وإن كان هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى، الا فأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره وقله [72/أ] التفكر فيه، وترك العمل له وأن فيه وحده لعبرة لمن يعتبر، وفكرة لمن تفكر.ا يروى أن: رجلا من الأغنياء نزل به داء في وجهه، فعجز أطباء بلاده عن معالجته ولم يجدوا سبيلا إلى شفائه، فخرج يضرب الأرض يخترق في البلاد يطلب علاجا لدائه وشفاء لبلائه، فدل على طبيب حاذق ببلاد الهند فقطع إليه المفاوز البعيدة، وركب البحار الخطيرة، واللجج الهائلة، حتى وصل إليه بعد ما كان، فدخل عليه فوجده ملقى على فراشه جلدة على

مخ ۲۰۳