( من يحي العظام وهي رميم ). (1)
( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ، بلى قادرين على أن نسوي بنانه ). (2)
( أإذا كنا عظاما نخرة ). (3)
( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ). (4)
( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ). (5)
( يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ). (6)
( إذا بعثر ما في القبور ). (7)
إلى غير ذلك مما جاء في هذا المعنى وهو الكثير. والقول بأن المراد بها المجازات الدالة على الحقائق وهو الروحاني ، ضعيف ، لأنها صريحة في الجسماني فحملها على المجازات ، تكذيب للأنبياء عليهم السلام .
فإذا عرفت ذلك ، فقد ظهر لك مما أوردناه من مذاهب القوم ، توقف المعاد على مقدمتين :
إحداهما : معرفة النفس وأنها ما هي ، حتى يتحقق كيفية الإعادة. والثانية : أن المعدوم هل يعاد أم لا؟
فأما المقدمة الاولى فقد وقع فيها التشاجر العظيم والاختلاف الكثير ، وخبط أهل الكلام فيها ، وتعددت آراؤهم تعددا كثيرا حتى قيل إنها بلغت إلى قريب من أربعين مذهبا ، وليس على واحد منها دليل قطعي ، وأشهر مذاهبهم القول بأنها أجزاء أصلية في البدن من أول العمر إلى آخره ، وجمهور الفلاسفة وجماعة متصوفة الإسلام وجماعة من أهل الكلام قالوا بتجردها وانها جوهر غير جسماني متعلق بهذا البدن تعلق التدبير ، لا تعلق الحلول ، ولهم على ذلك دلائل هي بالصواب أنسب ، وبالحق أشبه انتهى كلامه رحمه الله .» (8)
ثم قال بعد إثبات تجرد النفس وتحقق حقيقتها بهذه العبارة :
«فبالجملة المعاد الجسماني وغيره يتحقق على مذاهبهم ويصح إثباته ، إلا أنه يختلف
مخ ۵۷