احتج الأولون بعدد وقعة بدر الكبرى، وهي أول وقعة بين المسلمين وأهل الشرك، وقالوا: إن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقتال المشركين يوم بدر حين بلغ عدد من معه من أهل الحق ثلاثمائة وبضعة عشر، غير ناظر إلى قلتهم وضعفهم وقلة العدة معهم، ولم ينخذلوا ولا فشلوا، ولا إلى كثرة العدو وكانوا زهاء ألف رجل، وقوتهم وكثرة العدة معهم ما ذاك إلا لوجوبه عليهم.
ومن حججهم ما ذكره الإمام زيد بن علي في تفسير قوله تعالى: {فشربوا منه إلا قليلا }[البقرة:249] فالقليل ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وكان عدة أصحاب بدر من المسلمين كذلك.
وفي (الكشاف) في قوله تعالى: {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم}[البقرة:246]: ((قيل: كان القليل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر على عدة أهل بدر)) .
وفيه في قوله تعالى: {فشربوا منه إلا قليلا منهم}[البقرة:249]: ((وقيل: لم يبق مع طالوت إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا)) انتهى .
وفي (تهذيب) الحاكم: ((إذ القليل الذين لم يشربوا من الماء مع طالوت وهم المؤمنون ثلاثمائة وبضعة عشر، عن الحسن، وقتادة. ويروى عن ابن عباس، والسدي: إن الذين لم ينخذلوا مع طالوت ثلاثمائة وبضعة عشر)) انتهى.
مخ ۵۴