[218] والظل قد يظهر الحسن. وذلك لأن كثيرا من صور المبصرات قد يكون فيها وشوم وغضون ومسام لطيفة تشينها وتكسف حسنها. فإذا كانت في ضوء الشمس وفي الأضواء القوية ظهرت الوشوم والمسام التي فيها فتخفى محاسنها. وإذا كانت في الظل وفي الأضواء الضعيفة خفيت تلك الوشوم والغضون والمسام التي شانتها فتظهر محاسنها. وأيضا فإن التقازيح التي تظهر في أرياش الحيوانات وفي النوع المسمى أبا قلمون إنما تظهر في الظل وفي الأضواء المنكسرة. وإذا كانت في ضوء الشمس وفي الأضواء القوية خفيت التقازيح والمحاسن التي تظهر فيها إذا كانت في الظل وفي الأضواء المنكسرة.
[219] والظلمة تظهر الحسن. وذلك أن الكواكب إنما تظهر في الظلام. وكذلك المصابيح والشموع والنيران إنما يظهر حسنها في سواد الليل وفي المواضع المظلمة، وليس يظهر حسنها في ضوء النهار وفي الأضواء القوية. والكواكب في الليالي المظلمة أحسن منها في الليالي المقمرة.
[220] والتشابه يفعل الحسن. وذلك أن أعضاء الحيوان المتماثلة ليس تحسن إلا ذا كانت متشابهة. فإن العينين إن كانت مختلفتي الشكل وكانت إحداهما مستديرة والأخرى مستطيلة كانت في غاية القبح. وكذلك إن كانت إحديهن كحلاء والأخرى زرقاء كانت مستقبحة. وكذلك إن كانت إحداهن أكبر من الأخرى. وكذلك الوجنتان إن كانت إحداهن جاحظة والأخرى غائرة كانت في غاية القبح. وكذلك الحاجبان إن كان أحدهما غليظا والآخر دقيقا كانا في غاية القبح. وكذلك إن كان أحدهما طويلا والآخر قصيرا كانا مستقبحين. فجميع أعضاء الحيوان المتماثلة ليس تحسن إلا إذا كانت متشابهة. وكذلك النقوش وحروف الكتابة ليس تحسن إلا ذا كانت الحروف المتماثلة منها والأجزاء المتماثلة منها متشابهة.
مخ ۳۱۱