[197] فأما الكثافة فإن البصر يدركها من عدم الشفيف. وإذا أدرك البصر الجسم ولم يحس فيه بشيء من الشفيف حكم بكثافته. والكثافة إنما هي عدم الشفيف.
<إدراك الظل>
[198] فأما الظل فإن البصر يدركه بالقياس إلى ما يجاور من الأضواء أو بما تقدم العلم به من الأضواء. وذلك أن الظل هو عدم بعض الأضواء مع إضاءة موضع الظل بغيرذلك الضوء المعدوم من موضع الظل. فإذا أحس البصر بموضع الظل وأحس بما يجاوره من الأجسام، وكان على الأجسام المجاورة لموضع الظل ضوء قوي أقوى من الضوء الذي في موضع الظل، أحس باستظلال ذلك الموضع عن الضوء القوي المشرق على الأجسام المجاورة له. وكذلك إذا أحس بضوء ما في موضع من المواضع، وعدم في ذلك الموضع ضوء الشمس أو ضوء من الأضواء القوية الموجودة في ذلك الوقت، أحس باستظلال ذلك الموضع عن ضوء الشمس أو عن ذلك الضوء القوي. وربما أحس البصر بالجسم المظل، وربما لم يتميز له في الحال الجسم المظل. إلا أن البصر إذا أدرك موضعا فيه ضوء ضعيف، وأدرك الأجسام المجاورة له، وأدرك الضوء الذي على الأجسام المجاورة لموضع الضوء الضعيف أقوى من ذلك الضوء الضعيف، فقد أحس بالظل الذي في ذلك الموضع. فعلى هذه الصفة يدرك البصر الظل.
<إدراك الظلمة>
[199] فأما الظلمة فإن البصر يدركها بالاستدلال من عدم الضوء. وذلك أن الظلمة هي عدم الضوء بالجملة. فإذا أدرك البصر موضعا من المواضع ولم يدرك فيه شيئا من الضوء فقد أحس بالظلمة. والظلمه يدركها الحاس من عدم إحساسه بالضوء.
<إدراك الحسن>
مخ ۳۰۷