224

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[154] وأيضا فإن الأجزاء التي تلي الأجزاء المحيطة بالقدمين هي تتقدر أيضا بجسم الإنسان. فإن الإنسان إذا مشى على الأرض يقدر ما يمشي عليه من الأرض بقدميه وخطوه وأدركت القوة المميزة مقداره. وإذا مشي الإنسان على الأرض فإنه إذا تجاوز الموضع الذي كان فيه والأجزاء المتصلة بقدميه من الأرض، وصار إلى ما يلي تلك الأجزاء من سطح الأرض، فإن الأجزاء التي تنتهي إليها التي كانت تالية لما يلي قدميه تصير هي التي تلي قدميه وتتقدر كمثل ما تقدرت الأجزاء الأول. فتتحقق مقادير الأجزاء التوالي من الأرض على هذه الصفة، ويصير البصر يدرك التالي على مثل ما كان يدرك الأول. فإذا أدرك البصر الجزء الثاني في الحال الثانية وهو يلي القدمين فهو يدرك مقداره إدراكا متيقنا لا لبس فيه، وقد كان أدركه في الحالة الأولى تاليا، فيتحقق له بالإدراك الثاني الإدراك الأول. فإن لم يكن تحقق مقداره بالقياس الأول تحقق بالقياس الثاني، وتحرر له القياس الأول، فيصير من بعد ذلك إذا أدرك جزءا تاليا من أجزاء الأرض لم يغلط في قياس مقداره. وهذا التقدير وهذا التمييز يدركه الحاس ويقدره دائما من غير قصد، بل من نظر البصر دائما إلى أجزاء الأرض وإلى المواضع التي يخطو عليها الإنسان يدرك الحاس والتمييز هذا المعنى بطريق العرض من غير قصد، ثم من استمرار هذا المعنى وكثرة تكرره وتكرر إدراك البصر لمقادير أجزاء الأرض قد تحررت مقادير الأجزاء التي تلي القدمين من الأرض ومقادير ما يليها ويتصل بها من الأجزاء من جسم الأرض. فعلى هذه الصفة يكتسب الحاس والتمييز مقادير أجزاء الأرض المحيطة بالإنسان والقريبة منه المتوسطة بين البصر وبين المبصرات . وهذا الاكتساب يكون في أول النشوء، ثم تستقر مقادير أبعاد المبصرات المألوفة التي على وجه الأرض عند الحاس وعند القوة المميزة، فيصير إدراك أبعاد هذه المبصرات المألوفة التي على وجه الأرض بالمعرفة ومن تشبيه أبعادد بعضها بأبعاد بعض وفي حال ملاحظة الأجسام المتوسطة بينها وبين البصر ومن غير استئناف تمييز وقياس بل بالمعرفة والتشبيه فقط.

مخ ۲۸۴