کتاب المناظر

ابن الهيثم d. 430 AH
191

کتاب المناظر

كتاب المناظر

ژانرونه

[85] فأما أبعاد المبصرات المتفرقة بعضها من بعض فإن البصر يدركها من إدراك التفرق الذي بين المبصرات. فأما كمية أبعاد المبصرات بعضها من بعض فإن أحوالها عند البصر كأحوال أبعاد المبصرات عن البصر. وذلك أن المبصرين المتفرقين إن كان بينهما أجسام مرتبة متصلة، وكان البصر يدرك تلك الأجسام ويدرك مقاديرها، فهو يدرك كمية البعد الذي بين ذينك المبصرين. وإن لم يكن بين المبصرين أجسام مرتبة متصلة فليس يدرك البصر كمية البعد الذي بين ذينك المبصرين على التحقيق. وكذلك إن كان بين المبصرين أجسام مرتبة متصلة، وكانت على بعد متفاوت، ولم يتحقق البصر مقادير تلك الأجسام، فليس يتحقق مقدار البعد الذي بين ذينك المبصرين.

[86] فأبعاد المبصرات من البصر إنما تدرك بالتمييز من إدراك القوة المميزة لأن الإبصار الذي يحدث في البصر إنما يحدث لمعنى خارج ومن حصول هذا المعنى في النفس واستقراره على مر الزمان من حيث لم يحس باستقراره. وكميات أبعاد المبصرات ليس شىء منها يدرك بحاسة البصر إدراكا محققا إلا أبعاد المبصرات التي أبعادها مسامتة لأجسام متصلة وأبعادها مع ذلك معتدلة والبصر مع ذلك يدرك الأجسام المرتبة المسامتة لأبعادها ويتحقق مقادير تلك الأجسام. وما سوى ذلك من المبصرات فليس يتحقق البصر مقادير أبعادها. والتي ليس يتحقق البصر مقادير أبعادها منها ما تكون أبعادها مسامتة لأجسام مرتبة متصلة والبصر مع ذلك يدرك تلك الأجسام، وهي التي تكون أبعاد أطرافها متفاوتة. ومنها ما أبعادها مسامتة لأجسام مرتبة متصلة والبصر ليس يدرك تلك الأجسام كانت أبعادها متفاوتة أو كانت معتدلة. ومنها ما ليس يسامت أبعادها أجساما مرتبة متصلة، وهي المبصرات المرتفعة عن الرض المتفاوتة البعد والتي ليس بالقرب منها جبل ولا جدار يسامت بعدها. وجميع المبصرات تنقسم إلى هذه الأقسام.

مخ ۲۵۱