وقال الشافعي: لأن يلقى اللهَ ﷿ العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام١.
وتكلم الشافعي ﵁ بمكة في] ١٢٦/ب [قوله ﷺ: "وهل ترك عقيل لنا من دار"٢ وكان إسحاق بن راهويه حاضرًا فقال إسحاق: ثنا يزيد عن الحسن وأنبا أبو نعيم وعبده عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنهما لم يكونا يريانه، وعطاء وطاووس لم يكونا يريانه. فقال الشافعي لبعض من عرفه: من هذا؟ قال: هذا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه الخراساني. فقال الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم، ما أحوجني أن يكون غيرك في [موضعك] ٣ فكنت آمر بعرك أذنيه، أقول قال رسول الله ﷺ وأنت تقول قال عطاء وطاووس، وهل لأحد مع رسول الله ﷺ حجة؟! ٤.
١ أبو نعيم في الحلية ٩/١١١، ١١٢، وابن بطة في الإبانة الكبرى ٢/٥٣٤، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام ٤/٢٩١، والبيهقي في المناقب ١/٤٥٢، وابن حجر في توالي التأسيس ص٦٤.
٢ الحديث أخرجه البخاري (ر: فتح ٣/٤٥٠)، ومسلم ٢/٩٨٤، وأبو داود (ح٢٩١٠) عن أسامة بن زيد ﵄.
٣ في ص (موضع)، والتصويب من مناقب الشافعي للبيهقي، وسير الأعلام للذهبي.
٤ البيهقي فيي المناقب ١/٢١٤،٢١٥، والرازي في مناقب الشافعي ص١٠٠، والذهبي في سير الأعلام ١٠/٦٩.