286

أحدها: أنهم أهل مكة، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وطاووس، وذكر عن ابن عباس أنه كان يقول لأهل مكة: (ليست لكم متعة، إنها جعلت على أهل الآفاق، فإن كنتم فلابد فاعلين، فاجعلوا بينكم وبين مكة واديا)(1).

والثاني: أنهم من كان بين مكة والمواقيت، قاله عطاء، وقد روي عنه أنه كان يقول: (من كان دون ما تقصر فيه الصلاة، فهو من حاضري المسجد)، روي عنه من طريق آخر أنه قال: (مقدار يوم).

والثالث: أنهم أهل الحرم، ومن قرب منزله من مكة، كأهل عرفة والرجيع(2)، قاله: الزهري(3)، ومالك.

__________

(1) أخرجه الطبري في تفسيره 2/255.

(2) الرجيع: هو الموضع الذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - معهم، وهو ماء لهذيل قرب الهدأة بين مكة والطائف.ينظر البكري، (معجم ما استعجم) 2/ 641- 642، وياقوت الحموي، (معجم البلدان) 4/ 391.

(3) محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب القرشي الزهري، الفقيه وأحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام، من شيوخه: ابن عمر، وعبدالله بن جعفر، والمسور بن مخزمة وغيرهم، من تلاميذه: عطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبدالعزيز، وعمرو بن دينار، وصالح بن كيسان وغيرهم، قال ابن سعد: كان الزهري ثقة، كثير الحديث، والعلم والرواية، وقيل عنه: ما رأيت عالما أجمع من ابن شهاب، وكان يوصف بالعبادة، وكان سخيا، مات سنة 123 ه، وقيل: 124ه، وقيل: 125 ه. ينظر: الذهبي (سير أعلام النبلاء) 5/326-350، وابن حجر (تهذيب التهذيب) 5/285-288.

مخ ۷۰