278

فإذا ركب الخارج إلى الحج راحلته بعد أن امتثل ما قدمناه في صدر الكتاب من الأدعية والآداب، فليمتثل أيضا بعد ذلك آداب السفر وأدعيته التي قدمناها، وليلازم تقوى الله - عز وجل -، ومراعاة حقوقه، والورع عن جميع محارمه، والحلم على الجهال، وضبط النفس عن هيجان شهواتها؛ لأنه قيل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما صنع من يؤم هذا البيت، إذا لم تكن فيه[س/65] إحدى ثلاث خصال: ورع يحزره عن محارم الله، وحلم يضبط به جهله، وحسن صحبته لمن صاحبه، وإلا فلا حاجة لله في حجه»(1)، فإن كان طريق الخارج إلى الحج على مدينة الرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فليبدأ بقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فليسلم عليه، وعلى صاحبيه، وعلى الشهداء، بما سنذكر كيفية ذلك في آخر الكتاب - إن شاء الله -.

__________

(1) لم نقف على تخريجه.

مخ ۶۲