١٧ - " بَابُ مَنْ قَالَ إنَّ الإيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ "
٢٤ - عنْ أبي هُرَيْرَةَ ﵁:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ أيُّ الْعَمَلِ أفْضَلُ؟ قَالَ: " إيمانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " حَجٌ مَبْرُورٌ ".
ــ
١٧ - باب من قال: إن الإِيمان هو العمل
٢٤ - الحديث: أخرجه الشيخان، والترمذي والنسائي.
معنى الحديث: يحدثنا أبو هريرة ﵁ " أن رسول الله ﷺ سئل أي العمل أفضل "؟ أي سأله رجل وهو أبو ذر ﵁: أي الأعمال أعظم عند الله أجرًا وثوابًا " قال: إيمان بالله ورسوله " أي أن أفضل الأعمال على الإِطلاق، الإِيمان بالله ورسوله، والتصديق بما جاء به النبي ﷺ لأنه شرط في صحة جميع العبادات الشرعية، من صلاة، وزكاة وصوم وغيرها " قيل: ثم ماذا "؟ أي فقال أبو ذر: ثم ما هو أفضل الأعمال بعد الإِيمان؟
" قال: الجهاد في سبيل الله " وهو القتال لِإعلاء كلمة الله، لا لأي غرض من الأغراض الأخرى، فإن كان لغرض آخر، من وطنية أو قومية، أو عصبية، فإنه ليس جهادًا " قيل ثم ماذا "؟ أي ثم ما هو العمل الذي يأتي بعد الجهاد في الأفضلية " قال: حج مبرور " وهو الحج الخالص لوجه الله (١) تعالى، المقبول عنده، لخلوصه من الرياء والسمعة والمال الحرام، وقد قُدِّمَ الجهاد على الحج في هذه الرواية، كما قدم الحج في رواية أخرى، والتقديم والتأخير بحسب اختلاف الظروف والأحوال، فقدم الجهاد في أول الإِسلام
(١) من قولهم " برّ يمينه إذا سلمت من الحنث " وكذلك يقال بر حَجُّه إذا سلم من الرياء والمال الحرام.