والاستواء عبارة عن صفة بها يصير مستويا على العرش والوجه مغايرا للوجود ووافقه على ذلك أبو اسحاق الأسفرائيني ، وأثبت أبو اسحاق صفة توجب الاستغناء عن المكان ، والقاضي أثبت ثلاث صفات اخرى : ادراك الشم واللمس والذوق.
وأثبت عبد الله بن سعيد (1) القدم صفة مغايرة للبقاء ، والرحمة والكرم والرضا صفات مغايرة للإرادة ، واستدلوا على ذلك بالسمع ، ونحن في مقام التوقف.
والمتكلمون نفوا ما عدا الصفات السبعة قالوا : لأنا كلفنا كمال المعرفة فلا بد لها من طريق ولا طريق الى إثبات هذه الصفات ، وهذه الطريقة انما تدل على نفي معرفة بزائد أما على النفي في نفس الأمر فلا.
** مسألة
وجوده تعالى نفس حقيقته وهو معلوم والمقدمتان سلفتا ، وذهب الأوائل وضرار من متقدمي المتكلمين والغزالي من متأخريهم (2) الى أنها غير معلومة ، لأن المعقول لنا إما صفاته السلبية ككونه ليس بجسم ولا عرض أو الإضافية ككونه قادرا عالما خالقا ، أما غير ذلك فلا.
وهذا عندي هو الحق ، وما ذكره المتكلمون في حجتهم فهو مبني على أن حقيقته نفس وجوده ، وللمنازع أن ينازع فيه وأما نحن فنجيبهم بالمنع من العلم بوجوده ، والأوائل أجابوا بهذا وجعلوا المعلوم هو الوجود المطلق المقول بالتشكيك ، وأيضا المعقول منه صادق على كثيرين وذاته صادقة على كثيرين.
مخ ۳۱۲