240

البحث التاسع

في أنه تعالى باق

لما بينا أن الممكنات تنتهي الى واجب الوجود وهو الله تعالى ، كان هذا كافيا في المطلوب ، لأنه لو جاز عليه العدم لكان الشيء خارجا من حد الوجوب الذاتي الى الإمكان الذاتي وهو محال بالضرورة.

واحتج جمهور المشايخ بأنه لو عدم بعد وجوده لكان مستندا الى علة ولا علة ، والملازمة ظاهرة ، وتحقيق بطلان التالي أن العلة منحصرة في الفاعل وطريان الضد وانتفاء الشرط ، والكل باطل ، أما الفاعل فلأن القدرة صفة مؤثرة والعدم نفي محض فاستحال استناده الى القدرة ، وأما الضد فلأنه محدث والباري تعالى قديم والقديم أقوى من المحدث فكان اندفاع الضد بالقديم أولى من اندفاع القديم بالضد ، وأما انتفاء الشرط فلأن ذلك الشرط يجب أن يكون قديما فإن المحدث لا يكون شرطا للقديم وإذا كان قديما كان البحث في علة عدمه كالبحث في عدمه.

وهذه الحجة لا يخفى ضعفها ، فالأولى الاعتماد على الأولى (1).

وقد اوضح المطلب الفاضل المقداد في شرحه لهذه الفقرة من كلام العلامة ، انظر الى : ارشاد الطالبين الى نهج المسترشدين ص 213 214.

مخ ۲۸۶