** البحث الثالث في العدم :
وهو بديهي التصور ، ومن استدل على بداهته بتوقف التصديق عليه لم يصب لما اسلفناه ، هذا في العدم المضاف ، وأما في العدم المطلق ففيه شك من حيث إن العدم المطلق لا تميز له ولا تعين فكيف يمكن توجه الإشارة العقلية نحوه.
وأيضا فإن العدم المطلق لو كانت (1) له ثبوت ذهني لكان داخلا تحت مقابله ، وأيضا لو كان له ثبوت ذهني لا مكننا رفعه الذي هو أخص منه فيكون الجزءين مقابلا.
** مسألة
ممكن الثبوت ، فالمحققون على أنه نفي محض لا ثبوت له عينا وهو ثابت في الذهن ، وأما أبو هاشم وابو علي وأتباعهما فزعموا أنه ثبات خارج الذهن ، وهؤلاء قد جعلوا الثبوت أعم من الوجود (2).
** لنا :
وقد نفى الحكماء الواسطة بين الوجود والعدم وجعلوا الشيء مساوقا للوجود وتبعهم على ذلك متكلمي الشيعة والاشاعرة (راجع : العلامة الحلي ، كشف المراد ص 35 والايجي ، المواقف ص 56 ، وشرحه للجرجاني ج 2 ص 189 ، والتفتازاني ، شرح المقاصد ج 1 ص 355)، وقد كشف العلامة هنا مناهج اليقين عن علة خطأ القائلين بشيئية المعدوم وهو انهم لم يعترفوا بالوجود الذهني كما يأتي في المتن .
مخ ۶۰