فانتبهت «شاهزنان» لهذا الكلام، وكانت منتظرة فرصة لتلقي لها سرها، وتبث لها ما عندها من الوجد «لكورش»، فقالت: يا عزيزتي «خواند»! بي وجد لا يطاق، وهم لا تحمله الجبال، ولا تحصيه الأوراق، وكنت أنت السبب بهذا البلاء.
قالت: ما هذا البلاء يا نور العيون وزهرة الألباب؟ أخبريني عنه وأنا أفديك بنفسي، وأقيك بروحي.
قالت: آه يا صديقتي! ألم تتذكري تلك الساعة التي نجوت فيها من الغرق، وخلصت من الموت؟
فقالت: نعم أذكر ذلك، ولا أنساه أبد الدهر.
قالت: لما نظرت إلى ذاك الشاب الذي خلصك من النهر التهبت ضلوعي بنار الغرام!
قالت: كيف ذلك، وأنت لم تريه إلا مرة واحدة، ولم تعلمي من هو، ولا في أي أرض مقره، ولا ابن من، وهل يليق أن يكون لك زوجا؟ أم هو من رعاع الناس؟
فقالت لها: نعم أيتها العزيزة! إن كل ما قلتيه صحيح، وقد تفكرت في ذلك، ولم يخفه عني الحب، ولكني لم أقدر على رد جماح الوجد والهيام، وقد أخبرتك به لتمديني برأيك؛ لعلي أن أتخلص مما أنا فيه بأي طريقة كانت.
قالت: يا سيدتي، إني أرى أن ترسلي من تستأمنينه وتعتمدين عليه ليبحث عنه في تلك الجهة، ويأتيك بالخبر الأكيد، وأظنه قريبا من تلك الجهة التي كنا فيها على ضفة النهر.
قالت: هذا مناسب يا عزيزتي، ولكن كيف نجد ذلك الأمين، وهل يركن الإنسان إلى أحد؟
قالت: إني أرى خادمك «فيروز» شديد الحرص على تنفيذ أوامرك، وقد كان معنا في تلك الأرض، وهو يعرف الطريق إذا أرسلتيه بعد أن تأخذي عليه العهود بكتمان السر.
ناپیژندل شوی مخ