مجموع رسائل الامام زيد بن علي علیهم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرونه
فإياكم والآثار، وأفاعيل أئمة أهل الضلال، فلا تكونوا من المتصلين بالمقارنة، فأئمة الضلالة سامرية، قالوا: لا جهاد في الدين، وخذلوا أهل الحق عند عصمة أمرهم، وفارقوا القرآن. وناكثة نكثوا عن إمام الهدى، وحاربوا الله بمعصيته. وحرورية مارقة، مرقوا من الدين. [و] قاسطون، نسوا الله فنسيهم، فهؤلاء خلف لهم في زمنك، يجب البراء منهم فابرأ منهم، والحمدلله.
وكتبت تسألني عن الإيمان بالله ووثائقه. فمن وثائق الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، والولاية في الله، والعداوة في الله. فأحلف بالله إن الرجل ليوقع في إيمانه بالمقارنة لمن خالف الله تعالىوعادى أهل ولايته وتولى أعداءه.
وسألت عن الصلاة مع أئمة الجور، فإن استطعت أن تكون عونا لمن قصد إلى إزالتهم من المحراب فكن، فإذا ابتليت بهذا فاجعلها نافلة معهم وأد الفرض عن نفسك.
وكتبت تسألني عن الزكاة، هل تجزيء إذا أديت إلى أئمة الجور؟ فمعاذ الله، إنما الصدقات لأهلها، والزكوات مضمونة لله حتى تؤدى إلى أهلها، وكذلك خمس الغنيمة، فلا تركن في ذلك إلى القاسقين من علماء السوء وأعوان الجبارين؛ فإنه لا رخصة في ذلك.
وكتبت تسألني عن الغرق في سلطانهم، فالذي آخذ به لنفسي أن لا أكثر لهم سوادا، وأن لا أكمل لهم صفا، فإذا ابتليت بذلك، فكن أمة وحدك، فما أهلك الناس إلا إتباع الرؤوس المبتدعين في دين الله، ما بالك والقدوة في الشر، فإنه لا قدوة إلا في الخير وأهل الخير، ولا تنظر إلى الرجال ولكن أنظر إلى أعمالهم، واعتبر أعمالهم بالكتاب، وأعرض آثارهم على القرآن، فإن رأيتها متبعة للقرآن فالعاملون بها هداة، وإن رأيتها مفارقة للقرآن فالعاملون بها ضلال، فاحفظ حفظك الله ما كتبت إليك، فإن الموعظ والواعظ مشتركان في الخير.
مخ ۲۵۱