مجموع رسائل الامام زيد بن علي علیهم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
ژانرونه
(3) الرسالة المدنية
مجموعة من جوابات الإمام زيد على أسئلة وردت إليه من المدينة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله.
قال الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام: كتب أبي إلى أخ له من أهل المدينة كتابا [يقول فيه]:
سلام عليك أما بعد: فإنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: ((الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها شهادة أن لاإله إلا الله)) وحده لا شريك له والإقرار برسله عليهم السلام، والإيمان بهم، والتصديق بما بعثوا به ((وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)).
والإيمان: قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح، إذا ذهب شيء من ذلك تبعه الآخر. والأيمان: نزهة فنزهوا الإيمان من الخبائث، واجتنبوا قول الزور.
ذكرت أن قوما قبلك يتولون قوما مضوا على الإحداث في الدين، واتخذوا ذلك سنة. قلت: وهم لا يعلمون ذلك.
أحببت أن تعلم رأيي في ذلك. فمن شهد للمحدثين في دين الله تعالىأنهم من أهل الحق، وهو لا يعلم ذلك، فقد تهوك في الباطل، واتبع هواه بغير هداية من الله. ولو علمهم مبطلين فشهد أنهم كانوا محقين، تمردا وعتوا، كان في النار أشد عذابا من الشاهد الذي لا يعلم، فإن الله عز وجل قد قال في هؤلاء: ?إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب? [البقرة: 166]، وقال الله سبحانه: ?الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين? [الزخرف: 67]. فقد حذر الله تعالى بقوله: ?قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا? [الأحزاب: 67]، فهذا كله تحذير، يقولون: قومنا عاندوا الله، واتبعوا أهل الجور.
مخ ۲۵۰