مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
ژانرونه
[ جرائم بني العباس ]
[ثم قامت الدولة العباسية فكانت أخبث وأشر، وأدهى وأمر] وقد قدمنا طرفا من حكاية أمرهم وإن كانت لعجبها لتكاد تنقضي فالله المستعان.
قتلوا من تقدم ذكره، ثم قتلوا بعد ذلك عبد الله بن محمد بن عبد الله عليه السلام بالهند على يدي هاشم بن عمرو التغلبي، ثم كان من موسى الفظ الغليظ، الجبار العنيد ما كان من أمر الفخي عليه السلام وأهل بيته سلام الله عليهم، وما فعل أخوه هارون المتمرد المتكبر في شجرة النبوة من القتل الذريع، والحبس الشنيع، فلما صفت لهم الدنيا إمهالا، وحصلت استدراجا، صارت الأموال إلى الديلمي، ويؤثر بها التركي، وتحمل إلى المغربي والفرعاني، ويفوز بها الأشروسي والبربري.
ومن أفاضل أهل البيت عليهم السلام من يتضور جوعا، ولا يطعم هجوعا، ويموت الفاضل من أفاضلهم فلاتشيع جنازته، ولا يعمر إلا على وجل مشهده، ويموت المسخرة منهم والمغني فيحضر جنازته العدول بزعمهم، والقضاة، وربما مشوا خلفها حفاة، ويحضر التعزية القواد والولاة، فهذا دين الإسلام يا من حرف الإسلام أم هو غيره؟ فما غيره إلا الكفر والإجرام؛ هذا وكم مداح لأهل البيت عليهم السلام قطعت لسانه كعبد الله بن عمار البرقي، وآخر أخيف كما فعل بالكميت بن زيد[الأسدي] حتى قال:
ألم ترني في حب آل محمد .... أروح وأغدو خائفا أترقب
خفضت لهم مني جناح مودة .... إلى كنف أعطاه أهل ومرحب
وطائفة قد كفروني بحبهم .... وطائفة قالوا مسيء ومذنب
وقصة الفرزدق بن غالب التميمي غير غبية، فلا جرم له إلا مدح خير البرية، ولقد رفعوا قدر من تجرد لسبهم كما فعلوا بابن أبي حفصة اليماني، وبعلي بن الجهم المسمى بالشامي في أمثالهما، وقد قدمنا في صدر كتابنا هذا فعل المتوكل على الشيطان لا على الرحمن من كرب قبر الحسين بن علي، وتولية اليهود على منع الزوار وقتلهم دون زيارته، قتلوا أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم جوعا وسغبا.
مخ ۱۲۶