372

مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

ژانرونه

شعه فقه

وفيه بالإسناد المتقدم رفعه إلى سهل بن سعد عن أبيه وذكر الخبر، فقد رأيت هذه الآثار وما فيها من الدلالة القوية، والفضيلة العظيمة والقطع على المغيب، وأن البائن منه علي عليه السلام مثل الظاهر، وأنه الآخذ صفوة الفوز العظيم لأنه تعالى ذكر في آخر آية البشرى: ?فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم?[التوبة:111]، فما بعد ذلك من ملتمس وقد نطق القرآن بلفظ المحبة، فقال تعالى: ?إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص?[الصف:4]، وكان أثبت البنيان قياما، وأصدق الفرسان صداما، ثم ذكر تعالى بصفة أخرى في قوم نكلوا عن الجهاد، أو خيف منهم ذلك: ?فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين?[المائدة:54]، ثم كشف ذلك في تمام الآية بقوله تعالى: ?يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم?[المائدة:54]، فإذا تقرر ذلك وقد علمنا أن أحدا لا يبلغ إلى منزلته في الجهاد ولا كاد، ولو لم يكن قد ورد نص في تفضيله والثناء عليه من الله ورسوله مصرحا لاستدللنا على فضله وتقديمه على الجميع بتقدمه في الجهاد وعنايته في الدين، وكيف وقد صرح رسول الله بمحبته لله وبمحبة الله له.

ومما يزدك بيانا وهداية إن شاء الله أن خصال الفضل والكمال إنما تكون بالقرابة من الرسول ، فخرت العرب على العجم برسول الله ، وفخرت قريش على العرب بقربها منه، وكان أهله أولى بذلك.

وعلي عليه السلام بإجماع الأهل وإطباق العلماء معهم على ذلك أفضل الكل،ومن ذلك التقدم في الإسلام، وقد سبق طرف من الحديث فيه.

مخ ۴۱۵