مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
ژانرونه
وأما الحجة بقوله تعالى: ?فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة?[آل عمران:148]، فما في هذا الظاهر من دلالة على أن النبوة ثواب، ولو كانت جزاء على الأعمال، فالجزاء فعل المجازي لكانت فعل الله تعالى على هذا التأويل، كما أن الثواب فعل المثيب لا فعل المثاب، وكذلك الآيات التي فيها ذكر المحسنين، كقوله تعالى: ?وكذلك نجزي المحسنين?[يوسف:22، الأنعام:84]، وما شابهه لا ظاهر في ذلك يدل على ما ذهب إليه المخالفون في الدين، فإن قالوا إلا التأويل فنحن أولى به منهم لكوننا أهله، فنحن نقول: ثواب الدنيا هو الذكر الجميل، وثواب الآخرة هو المنازل في الجنة، وذلك مستقيم؛ لأن الثواب يقترن به التعظيم والإجلال وهو يجب من نابي الفعل، وقد تأخرت الملاذ والمنافع إلى دار الآخرة عن دار التكليف، فبقي الإجلال والتعظيم في هذه الدنيا، والثواب المستحق هو ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة فيما بعد، ولولا عمى بصائر القوم بالخذلان لما جرؤوا في هذا الميدان .
وأما احتجاجهم بقوله تعالى: ?لئن أشركت ليحبطن عملك?[الزمر:65]، فهو أبعد عن المراد وأنأى عن السداد.
والكلام في ذلك: إن الله تعالى قد علم أن نبيه لا يشرك، وإنما جعل [ذلك] تمثيلا بما المعلوم خلافه ليقول المسلمون: إذا كان نبيه وهو نبيه إذا أشرك حبط عمله فكيف بنا ولسنا مثله في حاله.
وأما ظاهر الآية فإن ذكر النبوة فيها أو الدلالة على أنها عمل، لولا أن الله تعالى وكل القوم إلى أنفسهم فتاهوا في الضلالة وخبطوا في الجهالة فنسأل الله التوفيق.
مخ ۳۱۰