مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
ژانرونه
وحكي عن بعضهم أنه قال: لما خرجوا من (عوشة) كفرهم، عبد المطرفية لا علة من نفاق، ولقد حكي من طرق شتى من كبارهم من النفاق ما لم يكن لنا في حساب، وكنا نحملهم على الصلاح فبان فسادهم، وظهر عنادهم مرارا كثيرة؛ فما حملناهم على سلامة، [إلا] وتعقب ذلك نفاقهم، فإلى الله المفزع منهم، ومن أمثالهم، وبه نرجوا تعجيل انتقامهم، وقرب زوالهم؛ فلقد ملئوا كثيرا من قلوب الأمة شقاقا، وأشربوا أفئدتهم نفاقا، فهم بهذه القصة شر البرية؛ لأن الله تعالى يقول: ?إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار?[النساء:145]، فلولا قبح النفاق ما كان في مقابلته هذا العذاب الشديد، ولما جعله الله تعالى صفة لازمة لأقبح الكافرين، بقوله تعالى : ?فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون?[التوبة:77]، فقد أظهر العباس رضي الله عنه للنبي على الحق، وما أخرج إلا كرها، فقال النبي: ((ظاهر أمرك كان علينا))، ولم يقبل خلاف الأول عند القدرة، ولما عفا عن أبي عزة ومن عليه، وظفر به مرة أخرى، فسأله أن يعفو عنه فقال: ((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؛ والله لا مسحت عارضيك في أندية قريش تقول خدعت محمدا مرتين اضربوا عنقه)).
والهادي عليه السلام لما دخل وادي أملح في بلاد وايلة جعل يتنقل في قراهم ودورهم، يقطع أعنابهم ونخيلهم، ويخرب منازلهم -وهم يجأرون إليه بالتوبة وقبول الأمان- فلم يقبل منهم لما يعلم من خبث الخلق وشرارتهم، وهذا موجود في سيرته عليه السلام معروف عند من يعرف أحواله وأقواله، ولم يقبل توبتهم لما يعلم من خبثهم وشراراتهم؛ هكذا ذكره مصنف سيرته عليه السلام، وجرت كتب أبي بكر إلى أمرائه في حرب الردة، وأن لا يقبلوا توبة متمرد فلم ينكر أحد من الصحابة، فجرى مجرى الإجماع.
مخ ۱۹۵