مجموع منصوري برخه دویم (برخه لومړۍ)
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
ژانرونه
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من حاربني في المرة الأولى وحارب ذريتي في المرة الأخرى فهو من شيعة الدجال)) والمعلوم لأهل العلم أن شيعة الدجال اليهود لعنهم الله لا يكون من شيعة الدجال إلا حكما؛ لأن المعلوم لهم مخالفتهم نسبا، ومعلوم أنهم كفار، وما من ينزل عيسى بن مريم عليه السلام مددا للصالحين سببه تخفيف الوطأة في الكفر. فنسأل الله الثبات في الأمر، فقد أدب الله تعالى أبانا رسول الله صلى الله عليه وعلى الطاهرين من آله بآداب شريفة يلزمنا القيام بها، قال تعالى: ?لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين?[الشعراء:3]، وقال تعالى: ?ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر?[آل عمران:176]، وقال تعالى: ?فبعدا للقوم الظالمين?[المؤمنون:41]، وقال تعالى: ?فلا تأس على القوم الكافرين?[المائدة:68] كل هذا تحريض من رب العالمين لأوليائه ليشتد منهم الغضب على أعدائه، فإذا أسقطنا أعظم أحكامهم، ورفع عنهم أقبح أسمائهم بغير برهان ما يكون عذرنا عند الواحد المنان، وقد بينا في هذه الرسالة أن الخطر في الترك كالخطر في الفعل، وليس هذا من قولهم: لئن أخطئ في العفو أحب إلي [من] إن أخطئ في العقوبة؛ لأن هذا كلام في الإيمان والأحكام، وهو من أصول الدين التي لا يسع جهلها، ولا رخصة في إهمالها، وفي الحديث عن النبي : ((من لا يرحم لا يرحم)) والله عز من قائل يقول: ?ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله?[النور:2]، وقال لنبيه : ?وإنك لعلى خلق عظيم?[القلم:4]، وقال تعالى: ?ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك?[البقرة:159]، وقال تعالى: ?واغلظ عليهم?[التحريم:9]، فكلما أورد أيدك الله تعالى بتوفيقه من لين، وتهوين، ورقة، ورحمة، ولطف، وشفقة، فإنما يراد بها المؤمنون الصالحون الذين يجب تكريمهم ويلزم تعظيمهم.
وأما أعداء دين الله ومخالفوا عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكاذبون على الله تعالى، والرافضون لأئمة الهدى، والسالكون مسالك الغي والردى، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وتمادوا في غيهم وفجورهم، فتكفيرهم دين، وسبهم سنة خاتم المرسلين والتخفيف عليهم وزر، والتغليظ عبادة وأجر.
انظر رحمك الله كم المحق من المحقين، والمؤمن من المؤمنين، وهذا كلام غير متناقض للمتأملين، وما يعقلها إلا العالمون، فنسأل الله تعالى إسبال الستر، وتيسير الأمر.
شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر
كم بين من شغله يتفقد حرمه وإعراضه، وعنابه وإباضه، وبين من شغله بطغيه واعتراضه، وتجارزه وإبغاضه:
يطرق إطراق الكرى لكي يرى ما لا يرى
حدد مداه ليقطع ما أمره الله تعالى بوصله، وليقضي على العلم بجهله، ولينفي الفضل عن أهله، ?ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم?[النساء:83]، ويقول تعالى: ?أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم?[النساء:59]، فكيف تثبت طاعة مع الخلاف والنزاع، والاعتراض على ولي الأمر في الأفعال والأوضاع، إنما هو فجر أو بجر.
مخ ۱۴۲