مجموع کتب او رسائل د امام حسین بن قاسم العیاني
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرونه
والثالث عشر: الرحمة.
والرابع عشر: ضدها وهو القسوة.
وكثير من هذه الأقسام يوجد بالمشاهدة في أنفس الأنعام، ولكنها تنقسم في قلوب أهل المعقول على أقسام، وتخرج على وجوه يخشى فيها الإمعان في الكلام، ولا فاقة لأحد إليها من الأنام، والنفس فهي تقلب القلوب أطوارا، وتغيره حالا بعد حال مرارا، فمرة تدعوه إلى الصالحات، ومرة تدعوه إلى المهلكات، ومرة تدعوه إلى العقل، ومرة تدعوه إلى الجنون والجهل، وأصل الجنون وفرعه خلو هذه الأقسام، بغير عقل ولا زمام، وإذا كان العقل مع هذه الأسباب سترها، وعلا نوره عليها فغمرها، وإذا خلت الأقسام بأنفسها من العقل، جالت في أنواع القبائح والجهل، فنستمتع الله بما وهب لنا من العقول، والحمد لله الواحد الجليل.
ثم نقول من بعد: إن الروح محل لهذه الأقسام، وإنه جسم لا يدرى ما هو من الأجسام، لأن الروح ينتقل من الموضع إلى غيره، وذلك بلطف الله وتدبيره، ولا يجوز الانتقال إلا على الأجسام، وما ركب الله من الأجرام.
وسألت عن كلام إبليس اللعين، ومخاطبته لسيدنا آدم وغيره من النبيين، صلوات الله عليهم أجمعين؟
وقد حكى الله عز وجل في القرآن ما قد سمعت من قسمه لآدم وزوجه، أنه لهما من الناصحين، ولا يكون القسم والحلف إلا بالكلام، ولا يجوز أن يسمى القسم خاطر وهم من الأوهام، وإذا أقسم لهما فقد سمعاه، وروي في ذلك أنهما صدقاه، وحسبا، أن عدو الله لا يجتري على اليمين كاذبا، لما داخلهما من اليقين بالله ذي الجلال، والتوقير لذكر الله عن الكذب والمحال، حتى ظنا صلوات الله عليهما أن في قلب عدو الله من الخشية كالذي في قلوبهما، وإنما اغترا في حال حداثتهما وقلة تدبيرهما وتجربتهما، فلما حكمهما طول الزمان، وكثرة التجارب للأفنان، حذرا من الغرر والجهل، واستقاما على الدين والعقل، حتى قبضهما الله إلى رحمته، وتوفاهما على طاعته.
مخ ۲۶۲