مجموع کتب او رسائل د امام حسین بن قاسم العیاني
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرونه
وقال آخرون من المسلمين، وأولياء الله المتقين: إن الله عز وجل كمن في هذه الطبائع خيرا وشرا، وجعل فيها نفعا كامنا وضرا، فمن تناول منها شيئا نفع به وضر، وصرفه أينما شاء من الخير والشر، مثل: ما كمن الله برحمته من طبائع أدوية الأمراض، ومما يعرض لعباده من الأعراض، فبالمشاهدة يعلم أنه ينفع، ويحرك تارة ويقطع، ويكف هيجان الممرة، وينفع ويلين الطبيعة، ومنه ما يحمد، ومنه أيضا ما يبرد، ومنه ما يحرق، ومنه ما يروح البدن ومنه ما يعرق، وبالمشاهدة أيضا أن من الطبائع ما يقتل ويمرض، مثل ما يستعمله أعداء الله من السموم، وما قد نهى عنه الواحد والقيوم.
مسألة
فإن سأل سائل مسترشد، أو قال قائل متعنت ملحد: ما تقولون في المؤمنين، وأصحاب الأخدود المتقين، الذين أحرقهم أعداء الله بالنيران، وما قولكم في الأئمة الطاهرين، الذين قتلهم أعداء الله الكافرون، وأهلكوهم بطبائع السموم، أتقولون ذلك من الحي القيوم، أم من فعل الكفرة الظالمين، الخونة الأشرار المجرمين؟!
فالجواب في ذلك وبالله نستعين: إن إهلاك أصحاب الأخدود، كان بظلم أهل الكفر والعنود، ولم يكن ذلك من الله الواحد المجيد، فأما النار التي أحرقتهم فلم يحرقهم الله بها، وإنما أحرقهم الذين ألقوهم فيها، وإنما يعذبهم الله على حركتهم، وطرح أولياء الله في النار وإسقاطهم، وجرأتهم على الله في هلاكهم، فأما الإحراق في نفسه فهو من طبيعة النار، التي كمنها الله وجعلها في الأشجار، فتناولها أعداء الله للأبرار، وذلك الحر فعل فعله الله وجعله، وصنعه للمنافع ونزله، فصرفه أعداء الله في غير طاعته، وقلبوه في سخطه ومعصيته، وهو لا يخلو من أحد أوجه لا بد منها، ولا منصرف أبدا في المعقول عنها.
إما أن يكون الله هو الذي أحرق أولياءه في النار.
وإما أن تكون طبيعة الحرارة من فعل الفجار، الظلمة الخونة الأشرار.
وإما أن يكون ذلك من فعل النار.
مخ ۲۳۶