مجموع کتب او رسائل د امام حسین بن قاسم العیاني
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
ژانرونه
وليعلم من أراد معرفة الله جل جلاله، وظهرت نعمه وأفضاله، أنه من صار إلى ذلك بنية صادقة، وعزيمة وطاعة متحققة، فهو من خاصة الله وأخلائه، وأحبابه وأوليائه وخلصائه (1) وكفى لعبد أن يكون له (2) وليا، وحبيبا إليه مرضيا، ومن كان كذلك، وعلى ما وصفنا من ذلك، فسيعلم إن شاء الله تعالى ما دام على ما وصفنا أن الله يمده من معرفته بأكثر مما يحتاج إليه، ويرزقه من يحث لا يحتسب ما كان متوكلا عليه، ويطلعه على كثير من الأسرار المكتومة ، ولا يحجب (3) عنه حقيقة علم (4) معلومة، فلا تزل قدمه مع ذلك عن الهدى، ولا تهلك إن شاء الله تعالى مع نور قلبه أبدا.
ألا ترى أن الحكيم منا لا يطلع عدوه على أسراره، ولا يخصه منه ببواطن أخباره، وإذا كان ذلك فينا موجودا وعند حكمائنا معاينا مشهودا، وكان الله عز وجل أحكم منا، كان الواجب عليه أن يبعد من كان له عدوا، ولا يدفع عنه مكروها ولا سوا، وكذلك أيضا عند حكمائنا أن الحكيم لا يخذل له أبدا وليا، ولا يكتمه من أسرار علمه شيا، ولا يقطع عنه أبدا خواص بشاراته، وتحف سرور كراماته، وإذا كان ذلك واجبا على حكمائنا، فهو على الله أوجب إذ هو أحكم منا.
- - -
باب الوحدانية
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهم السلام: إن سأل سائل فقال: ما الدليل على أن الله سبحانه واحد؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على وحدانية الله سبحانه تضاد الإثنين وتنافيهما.
فإن قال: وما أنكرت من إتفاقهما؟!
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأنهما لا يخلوان من أحد وجهين:
إما أن يكونا اتفقا من قبل ذلك، فإن كانا اتفقا من بعد ما تضادا، فاتفاقهما ذلك حاجة وضرورة وخوف، فالخائف المضطر المحتاج مخلوق ضعيف عاجز، والخالق فلا يكون بهذه الصفات موصوفا، ولا بمضادة الأمثال معروفا.
مخ ۲۱۵