١٢٦- إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ
قاله رسول الله ﷺ، فقيل له: وما ذاك يا رسول الله؟ فقال: المرأةُ الحسناء في مَنْبِتِ السوء.
قال أبو عبيد: نُرَاه أراد فساد النَّسَب إذا خيف أن يكون لغير رِشْدَة، وإنما جعلها خضراء الدِّمَن - وهي ما تُدَمِّنُه الإبلُ والغنم من أبوالها وأبعارها - لأنه ربما نَبَتَ فيها النباتُ الحسنُ فيكون منظره حسنًا أنيقًا ومنبِته فاسدًا، هذا كلامه.
قلت: إن "إيا" كلمة تخصيص، وتقدير المثل: إياكم أخصُّ بنُصْحي وأُحَذِّرُكم خضراءَ الدمن، وأدخل الواو ليعطف الفعلَ المقدر على الفعل المقدر: أي أخصكم وأحذركم ولهذا لا يجوز حذفها إلا في ضرورة الشعر، لا تقول "إياك الأسَدَ" إلا عند الضرورة، كما قال:
وإياكَ الَمَحايِنَ أن تَحِينَا ...
١٢٧- إنَّكَ لَعَالِمٌ بِمَنَابِتِ القَصِيصِ قالوا: القَصِيص جمعُ قَصِيصة وهي شُجَيْرة تنبت عند الكَمْأة، فيستدل على الكمأة بها. يضرب للرجل العالم بما يحتاج إليه.
١٢٨- إِنَّهُ لأَحْمَرُ كأنَّهُ الصَّرْبَةُ قال أبو زياد: ليس في العَضَاة أكْثَر صمْغًا من الطَّلْح، وصمغه أحمر يقال له: الصَّرْبَة. يضرب في وَصْف الأحمر، إذا بولغ في وصفه.
١٢٩- أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ (ضبط في كل الأصول بضبط القلم على أن "إن" أوله شرطية، وأحسب أن ضبطها على أن تكون مصدرية خير، والتقدير: ورودك الماء ومعك ماء أكيس، ويؤيده تقدير المؤلف في آخر كلامه) أي مع ماء، كما قال تعالى: ﴿وقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ﴾ يعني إن تَرِدَ الماء ومعك ماء إن احتجْتَ إليه كان معك خيٌر لك من أن تفرّط في حمله ولعلك تهجم على غير ⦗٣٣⦘ ماء، وهذا قريب من قولهم "عَشِّ إبلَكَ ولا تَغْتَرّ" يضربان في الأخذ بالحزم. وقالوا في قوله "أكيس" أي أقرب إلى الكَيْسِ. قلت: هذا لا يصح، لأنك لو قلت "زيد أحسن" كان معناه أن حُسْنه يزيد على حسن غيره، لا أنه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كَيْسٍ لخفاء مَوَاردهم قالوا: إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تُضِعْ ما معك ثقةً بورودك ليزيد كَيْسُك على كَيْس مَنْ لم يصنع صنيعَكَ، هذا وجه ويجوز أن يقال: إنهم يَضَعون أفعل موضعَ الاسم كقولهم "أشْأَمُ كلِّ امرىء بين فَكَّيه" أي شُؤْم كل امرىء، وكقول زهير ... فتنتج لكم غلمان أشأم ... أي غلمانَ شُؤْم، فيكون معنى المثل على هذا التقدير: ورودُكَ الماء مع ماء أكيسُ: أي كِيَاسَة وحَزْم.
١٢٧- إنَّكَ لَعَالِمٌ بِمَنَابِتِ القَصِيصِ قالوا: القَصِيص جمعُ قَصِيصة وهي شُجَيْرة تنبت عند الكَمْأة، فيستدل على الكمأة بها. يضرب للرجل العالم بما يحتاج إليه.
١٢٨- إِنَّهُ لأَحْمَرُ كأنَّهُ الصَّرْبَةُ قال أبو زياد: ليس في العَضَاة أكْثَر صمْغًا من الطَّلْح، وصمغه أحمر يقال له: الصَّرْبَة. يضرب في وَصْف الأحمر، إذا بولغ في وصفه.
١٢٩- أَنْ تَرِدِ المَاءَ بمَاءٍ أكْيَسُ (ضبط في كل الأصول بضبط القلم على أن "إن" أوله شرطية، وأحسب أن ضبطها على أن تكون مصدرية خير، والتقدير: ورودك الماء ومعك ماء أكيس، ويؤيده تقدير المؤلف في آخر كلامه) أي مع ماء، كما قال تعالى: ﴿وقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ﴾ يعني إن تَرِدَ الماء ومعك ماء إن احتجْتَ إليه كان معك خيٌر لك من أن تفرّط في حمله ولعلك تهجم على غير ⦗٣٣⦘ ماء، وهذا قريب من قولهم "عَشِّ إبلَكَ ولا تَغْتَرّ" يضربان في الأخذ بالحزم. وقالوا في قوله "أكيس" أي أقرب إلى الكَيْسِ. قلت: هذا لا يصح، لأنك لو قلت "زيد أحسن" كان معناه أن حُسْنه يزيد على حسن غيره، لا أنه أقرب إلى الحسن من غيره، ولكن لما كان الوارد منهم يحتاج إلى كَيْسٍ لخفاء مَوَاردهم قالوا: إذا كان معك شيء من الماء وقصدت الورود فلا تُضِعْ ما معك ثقةً بورودك ليزيد كَيْسُك على كَيْس مَنْ لم يصنع صنيعَكَ، هذا وجه ويجوز أن يقال: إنهم يَضَعون أفعل موضعَ الاسم كقولهم "أشْأَمُ كلِّ امرىء بين فَكَّيه" أي شُؤْم كل امرىء، وكقول زهير ... فتنتج لكم غلمان أشأم ... أي غلمانَ شُؤْم، فيكون معنى المثل على هذا التقدير: ورودُكَ الماء مع ماء أكيسُ: أي كِيَاسَة وحَزْم.
1 / 32