============================================================
وسرد الصوم في آخر عمره: وقال سعيد بن المسيب : كان عمر رضي الله عنه يحب الصلاة في كبد الليل، يعني : وسطه انتهى ( الصفوة"118-113/1] وروى آبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن آبي الدنيا رحمه الله بسنده قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (حاسبوا أنفسكم قبل آن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر { يوميز تقرضون لا تخفى منكر خافية)) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول وبيني وبينه جدار حائط، وهو في جوف الحائط - : (عمر بن الخطاب أمير المؤمنينأ بخ بخ والله ؛ لتتقين الله - بني الخطاب - أو ليعذبنك) .
وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله، فكان في آخر كتابه : أن حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة.. عاد مرجعه إلى الرضى والغبطة، ومن آلهته حياته وشغلته أهواؤه.. عاد أمره إلى الندامة والحسرة، فتذكز ما توعظ به لكيما تنتهي عما تنهن عنه، فتكون عند التذكرة والموعظة من أولي النهي وقال في " الاكتفاء" : كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : (ليت شعري ، متى أشفي غيظي؟ أحين أقدر، فيقال : لو عفوت؟ أم حين أعجل، فيقال : لو صبرت؟) وقال في خطبته: (إنما الدنيا أمل محتوم، وأجل منتقص، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعويج، فرحم الله امرأ فكر في آمره، ونصح لنفسه، وراقب ربه، واستقال ذنبه) وقال : (دلوني على رجل أستعمله على أمر قد أهمني ، فقالوا : كيف تريده؟ فقال : اذا كان في القوم وليس آميرهم. . كان كأنه أميرهم ، وإذا كان أميرهم. . كان كأنه رجل هم) وروي : أنه كان يحمل جراب الدقيق على ظهره للأرامل والأيتام، فقال له بعضهم : دعني أحمله عنك يا أمير المؤمنين، فقال : (ومن يحمل عني ذنوبي؟)
مخ ۲۰۶