============================================================
وفرض للناس حتى لم يدع أحدا. إلا فرض له، فبقيت بقية لا عشائر لهم ولا موالي، ففرض لهم ما بين المثتين وخمسين إلى الثلاث مثة، وقال : ( والله؛ لأزيدن للناس ما زاد المال، فإن أعياني كثرته. لأحثون لهم حثوا بغير حساب، هو مالهم يأخذونه) وكان يقول : ( أيما عامل لي ظلم أحدا فبلغتني مظلمته ، فلم أغيرها.. فأنا ظلمته) وكان يحمي البقيع لخيل المسلمين، وكان يحمي الربذة، والسرف لإبل الصدقة، ويحمل على ثلاثين ألف بعير في سبيل الله كل سنة.
ولما ولي الخلافة. استشارهم، فقال : قد شغلت نفسي في هذذا الأمر، فنا يصلح لي منه؟ فقال عثمان بن عفان : كل وأطعم ، وكذا قال سعيد بن زيد ، وغيره، فقال لعلي : يا أبا الحسن؛ ما تقول أنت في ذلك 9 فقال : غداء وعشاء، فأخذ بقول علي رضي الله ها وكان يقوت نفسه وأهله، ويكتسي الحلة في الصيف ولربما خرق الإزار فيرقعه فلا يبدل مكانه حتى يأتي المال، وكان ما من عام يكثر فيه المال. إلا كانت كسوته أدني من العام الذي قبله، فكلمته حفصة في ذلك، فقال : ( إنما اكتسي من مال المسلمين، وهذذا يبلغني).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ركب أمير المؤمنين عمر فرسأ، فانكشف ثوبه عن فخذه، فرأى أهل نجران بفخذه شامة سوداء، فقالوا : هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا . انتهى (" الطبقات،322298/3) .
وقال أبو الفرج : وكتب رضي الله عنه إلى ابي موسى الأشعري : أما بعد : فإن أسعد الرعاة.. من سعدت به رعيته، وأشقاهم عند الله عز وجل.. من شقيت به رعيته، وإياك أن ترتع فترتع (1) عمالك، فيكون مثلك عند ذلك مثل البهيمة، نظرث إلى خضرة الأرض، فرعت فيها تبتغي بذلك السمن، وانما حتفها في سمنها والسلام عليك وقال : (لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة .. لظننت أن الله سبحانه وتعالى سائلي عنها يوم القيامة) (1) في * تاريخ عمر بن الخطاب " : (تزيغ فتزيغ عمالك) 204
مخ ۲۰۴