203

مجمع احباب

ژانرونه

============================================================

نطق بها على لسانك شيطان ، لقاني الله حجتها، والله؛ لا أعصين الله اليوم لغد، وللكن أعد لهم كما أعد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولما قدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام. . عرضت له مخاضة(1) ، فتزل عن بعيره، ونزع خفيه، وأمسكها بيده، وخاض الماء ومعه بعيره، فقال له أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين ؛ لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض، فصك في صدره، وقال : أوه، لو غيرك يقول هاذا يا أبا عبيدة، إنكم كنتم أذل الناس وأحقر الناس، فأعزكم الله برسوله صلى الله عليه وسلم، فمهما تطلبوا العز بغيره . . يذلكم الله سبحانه وتعالى ولما قدم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام . . استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا : يا أمير المؤمنين؛ لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر : لا أراكم ههنا، إنما الأمر من هلهنا - وأشار بيده إلى السماء - خلوا سبيل جملي: ودخل على مزبلة، فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها، فلما خرج. قال : هذذه دنياكم التي تحرصون عليها.

وقال : (نظرت في هذذا الأمر : إذا أردت الدنيا . . أضر بالآخرة ، وإذا أردت الآخرة .: أضر بالدنيا، فإذا كان الأمر مكذا. . فأضرؤوا بالفانية، واعملوا للباقية) انتهى ( الحلية" وقال ابن سعد : كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يعم بعطائه سائر المؤمنين وقدم خالد بن عرفطة العذري على أمير المؤمنين، فسأله عما وراءه، فقال : يا أمير المؤمنين ؛ تركت من ورائي يسألون الله عز وجل آن يزيد في عمرك من أعمارهم ، ما وطيء أحد القادسية . إلا عطاؤه ألفان أو ألفت وخمس مثة، وكل مولود ست مثة أو خمس مثة، فقال عمر: الله المستعان، إنما هو حقهم، وأنا أسعد بأدائه إليهم منهم بأخذه، فلا يحمدوني عليه، فإنه لو كان من مال الخطاب. ما أعطيتهم ثم قال : (إن نصيحتي لك وأنت عندي جالس كنصيحتي لمن هو بأقصى بزك الفماد(2)، وذلك لما طوقني الله عز وجل من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم) : () المخاضة : الموضع من الماء يجوز الناس فيه مشاة وركباتا (2) بزك الفماد : اسم موضع باليمن، وقيل : هو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي اليحر.

مخ ۲۰۳