ومن بعد ما ذكرنا فبحق ينبغي أن يكون من جمل ما نقدم أيضا أن أول حركات السماء اثنتان إحداهما التي تحرك // الكل أبدا من المشرق إلى المغرب بحال واحد وأدوار متساوية السرعة على أفلاك بعضها مواز // لبعض تديرها بتبيان (¬12) قطبا الكرة السماوية التي تدير الكل باستواء يسمى أعظم هذه الأفلاك معدل النهار // من أجل أن فلك الأفق العظيم يقطعه وحده فقط أبدا بنصفين في كل موضع فإذا دارت عليه الشمس // اعتدل الليل والنهار وتساويا في الحس في جميع الأرض والحركة الأخرى التي تحرك أفلاك النجوم الجارية // إلى خلاف الحركة الأولى على قطبين آخرين وليسا على قطبيها وإنما أثبتنا ما وصفنا من أجل أنا نرى في كل // يوم كل ما في السماء على مواضع صنوفه وموازاته لمعدل النهار في الحس في المشرق ووسط السماء والمغرب // وهذا خاصة الحركة الأولى وأما الحركة الثانية فمما رأينا بعد ذلك في القياسات المتواترة فقد // رأينا ما سوى الجاريات من النجوم لازمة لخواص مواضعها ثابتة أبعاد ما بينها مع الحركة الأولى فأما الشمس // والقمر والنجوم المتحيرة فقد رأينا لها مع الحركة الأولى حركات مختلفة غير متساوية وجميعها // إلى المشرق وإلى نواحي النجوم الثابتة أبعاد ما بينها كان الذي يديرها فلك واحد ولو كانت تكون حركة // المتحيرات والشمس والقمر على أفلاك موازية لمعدل النهار وكان ذلك يكون على قطبي الحركة // الأولى كان في إثباتنا حركة واحدة لتحرك الكل كفاية وكنا نرى أيضا أنه مما يشبه الحق ألا نظن // انتقالها على ظنون مختلفة ولا بحركة مختلفة وقد نرى لها مع حركاتها إلى المشرق وحركات إلى // الشمال والجنوب أبدا ونرى قدر ما عدها (¬13) فيهما مختلفا ويكاد يظن أن ميلها ذلك فيهما لا شيئا يدفعها // فهي عند هذا الظن مختلفة بغير تقدير وعند إثباتنا أن ذلك من قبل فلك مائل عن معدل النهار يكون فيه // مقتدرة ومن هنالك علمنا أن هذا الفلك المائل وحده محدود للجاريات خاصة وأن الشمس بحركتها // إلى المشرق ترسمه وتحققه وعليه ممر القمر والخمسة المتحيرات ومجازها من الشمال إلى الجنوب ومن // الجنوب إلى الشمال مترددة أبدا وليس يجوز واحد منها مقدار البعد المحدود له في الجهتين عن جنبتي المائل ولا // بالقليل ❊ وإنما نرى هذا الفلك عظيما من أجل أن الشمس تبعد إليه من معدل النهار ببعدين متساويين إلى // الشمال وإلى الجنوب فحركات جميع النجوم الجارية إلى الشرق في فلك واحد محدود كما ذكرنا ❊ وبالاضطرار // يثبت أن هذه الحركة التي تكون على قطبي الفلك المائل الذي أدركنا وجوده ثانية من الحركة الكلية الأولى // وإنها إلى خلافها ❊ وإن نحن توهمنا الفلك الأعظم المخطوط على أقطاب هذين الفلكين اللذين ذكرنا معترضا // من الجنوب إلى الشمال تديره أقطابهما من المشرق إلى المغرب الذي بالاضطرار أن يقطع معدل النهار والمائل // عنه بنصفين نصفين وعلى زوايا قائمة ❊ وجدنا أربع نقط تقطع المائل عليها اثنتان منها اللتان يقطعه // عليهما معدل النهار كل واحدة مقابلة للأخرى يسميان معدلتي النهار إحداهما التي تجوز عليه الشمس // من الجنوب إلى الشمال تسمى ربيعية والأخرى التي تجوز عليها من الشمال إلى الجنوب تسمى خريفية والنقطتان // الباقيان اللتان يقطعه عليهما الفلك الأعظم المخطوط على أقطاب الفلكين كل واحدة أيضا مقابلة // للأخرى إحداهما التي إلى ما يلي الجنوب من معدل النهار يسمى المنقلب الشتوي والأخرى التي إلى ما يلي الشمال // من معدل النهار يسمى المنقلب الصيفي ❊ ولنعلم أن الحركة الواحدة الأولى المحيطة بجميع الحركات // الأخر هي التي {ذكرناها} وتجوزها وتحدها الفلك الأعظم الذي يديره أقطاب الفلكين المحرك ومحرك كل // شيء منه يعني من جوهره وطبيعته من المشرق إلي المغرب على قطبي معدل النهار اللذين هما كالثابتين // B في فلك نصف النهار الذي بما نذكر فقط ينفصل من الفلك الذي ذكرنا الذي تديره أقطاب الفلكين // ليس يديره قطبا الفلك المائل البتة في حين من الأحانين ولأنه على زاوية قائمة على الأفق في كل حين وإنما يسمى // فلك نصف النهار لأنه يقطع كل واحد من نصفي الكرة السماوية الذي فوق الأرض والذي تحتها بنصفين // ويتوسط أزمان الليل والنهار ويلزم موضعه أبدا ❊ والحركات الثانية الكثيرة الاشتعاب تحمل // بها الحركة الأولى وتحيط هي بأفلاك جميع النجوم الجارية وتحركها الحركة الأولى كما ذكرنا وتتحرك // هي إلى خلاف ذلك على قطبي الفلك المائل اللذين هما ثابتان كالمركزين أبدا في الفلك الذي يجوز الحركة الأولى // وتحدها المخطوط على أقطاب الفلكين وبحق يتحركان معه ويلزمان في الحركة الثانية التي إلى خلاف // الأولى وموضع الفلك العظيم المدار بهما المائل عن معدل النهار ميلا واحدا أبدا //
<I.9> (¬14) النوع التاسع في معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة //
مخ ۶