مجاني الادب په عربانو کې د باغونو کې
مجاني الأدب في حدائق العرب
خپرندوی
مطبعة الآباء اليسوعيين
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
ذلة الدنيا
٢٢ قال بعض الحكماء: الدنيا كالماء المالح كلما ازداد صاحبه شربًا ازداد عطشًا. وكالكأس من العسل في أسفله السم فللذائق منه حلاوةٌ عاجلةٌ وفي أسفله الموت الذعاف. وكأحلام النائم التي تفرحه في منامه فإذا استيقظ انقطع الفرح. وكالبرق الذي يضيء قليلًا ويذهب وشيكًا ويبقى راجيه في الظلام مقيمًا. وكدودة الإبريسم التي لا يزداد الإبريسم على نفسها لفًا إلا ازدادت من الخروج بعدًا وفيه قيل:
كدودٌ كدود القز ينسج دائمًا ... ويهلك غمًا وسط ما هو ناسجه
الراهب والمسافر
٢٣ قال وهب بن منبهٍ: صحب رجلٌ بعض الرهبان سبعة أيام ليستفيد منه شيئًا فوجده مشغولًا عنه بذكر الله تعالى والفكر لا يفتر. فالتفت إليه في اليوم السابع فقال: يا هذا قد علمت ما تريد. حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ والزهد في الدنيا رأس كل خيرٍ. فاحذر رأس كل خطيةٍ وارغب في رأس كل خيرٍ. وتضرع إلى ربك أن يهب لك تاج كل خيرٍ. قال: فكيف أعرف ذلك. قال: كان جدي رجلًا من الحكماء قد شبه الدنيا بسبعة أشياء فشبهها بالماء الملح يغر ولا يروي. ويضر ولا ينفع. وبالبرق الخلب يغر ولا ينفع. وبسحاب الصيف يمر ولا ينفع. وبظل الغمام يغر ويخذل.
2 / 18