151

مجاني الادب په عربانو کې د باغونو کې

مجاني الأدب في حدائق العرب

خپرندوی

مطبعة الآباء اليسوعيين

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

السفرة الثالثة
٣١٧ ولما أصبح صباح اليوم الثاني جلس السادات لاستماع حكاية ما أصابه في السفرة الثالثة. فقال السندباد البحري: فلما انهمكت في اللذات وغرقت في الهناء والمسرات ونسيت ما لقيت من العناء والمشقات وبقيت كذلك برهة من الأوقات خطر ببالي السفر واشتاقت نفسي للمتجر. فشددت الأحمال الثقال والأمتعة الغوالي. وسافرت من بغداد إلى بعض البلاد حتى وصلت إلى ساحل البحر مع تجار مرافقين ورفاق موافقين ومعي من البضائع ما يسر المشتري والبائع. فنزلنا في البحر العجاج المتلاطم بالأمواج الواسع الفجاج الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. فسرنا أيامًا وليالي مدة من الزمان ونحن نبيع ونشتري. ونأخذ ونعطي من جزيرة إلى جزيرة ومن مكان إلى مكان. فلما كان بعض الأيام ونحن على وجه المياه وإذا بالبحر قد هاج وماج وتلاطم بالأمواج والمركب قد بقي في أقصى البعد البعيد ونحن بقينا في حال سوء وأمر شديد ولم ندر أي مكان نريد. فما كان إلا القليل حتى حط الرئيس الشراع وأبطل الحديث والنزاع وأوقف المركب ونادى بالويل والثبور وعظائم الأمور وقال لنا: اعلموا أننا قد وقعنا في جزائر الزغب الوحشيين. وقد أحاطوا بنا وليس لنا سبيل إلى قتل واحد منهم لأنهم أكثر من الجراد. وإن قتلنا واحدًا منهم

1 / 157