مجاني الادب په عربانو کې د باغونو کې
مجاني الأدب في حدائق العرب
خپرندوی
مطبعة الآباء اليسوعيين
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
قد أبعد عني وما بقيت أنظره. فصرخت ولطمت على رأسي وانقطع رجاي من الحياة والدنيا وكادت مرارتي تنفطر من الندم. ووقعت على الأرض مغشيًا علي زمانًا طويلًا وبكيت ولمت روحي حيث لم أنته عن السفر. وندمت حيث لا تنفع الندم وقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وبقيت كالمجنون لا أقدر على السكوت فصعدت على شجرة عالية ونظرت يمينًا وشمالًا. فلم أر غير الماء والسماء فنظرت وإذا شيء أبيض قد لاح لي من البعد فنزلت من الشجرة. وأخذت السفرة وكان فيها زاد كثير. ثم إني قصدت ذلك البياض وإذا هي قبة كبيرة شاهقة ملسة ناعمة. فدنوت منها ودرت حولها فلم أجد لها بابًا ولم أطق الصعود إليها من ملاستها. وكانت استدارتها خمسين خطوة فبقيت متحيراُ في ذلك وكانت الشمس قد قاربت الغروب. وإذا الجو قد أظلم وظهرت غيمة كبيرة فتأملتها وإذا هي طير. فتذكرت ما أخبر البحريون عن طير الرخ الذي هو بقدر الغيمة وتلك القبة هي بيضته. وإذا بالطير قد نزل عليها وأنا في جانبها. فوقع أحد مخالبه قدامي كأنه سكة حديد كبيرة. فحللت عمامتي من رأسي وشددت نفسي في طرف العمامة وفي المخلب شدًا وثيقًا. وقلت لعل هذا الطير يخرجني من هذه الجزيرة إلى مكان عامر. فلما أصبح الصباح أقلع الرخ وطار في الفضاء وأنا مربوط في مخلبه ربطًا وثيقًا والسفرة معي. ولم يزل
1 / 153