فينتظرون من دعي فإذا جاء وفتح له طرحوا الفهر في العتبة حيث يدور الباب فلا يقدرون على إغلاقه فيهجمون ويدخلون. فأكل أبو سلمة يومًا على بعض الموائد لقمة حارة من فالوذج وبلغها بشدة حرارتها. فتجمعت أحشاؤه فمات على المائدة (للشريشي)
حكاية باقل
٢٦٣ ألعرب تقول: أعيا من باقل. ومن عيه أنه اشترى ظبيًا فحمله على عنقه فسئل عن ثمنه فحل عنه يديه وفتح أصابعه وأشار بها. وأخرج لسانه يريد أنه بأحد عشر درهمًا. فهرب الظبي. ولم يلهم أن يخبر عن سومه بلسانه. ولما عير باقل بفعله قال:
يلومون في عيه باقلًا ... كأن الحماقة لم تخلق
فلا تكثروا العتب في عيه ... فللعي أجمل بالأموق
خروج اللسان وفتح البنان ... أخف علينا من المنطق
سحاق الموصلي وكلثوم العتابي
٢٦٣ من طرف إسحاق أن كلثومًا العتابي كان من العلم وغزارة الأدب وكثرة الحفظ والترسل والنظم على ما لم يكن عليه أحد. فحضر مجلس المأمون فوضع بين يديه ألف دينار وغمز إسحاق بالعبث به فأقبل إسحاق يعارضه في كل باب ويزيد عليه وهو لا يعرف إسحاق. فقال: أيأذن أمير المؤمنين في نسبة هذا الرجل