297
أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينه والأقرع
وقد كنت في الحرب ذا تدرأ ... فلم أعط شيئًا ولم أمنع
إلا افائل أعطيتها ... عديد قوائمه الأربع
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرئ منهمو ... ومن تضع اليوم لا يرفع
فأعطاه رسول الله ﷺ حتى رضي بالعطاء.
ولا عجب أن يغضب عمر بن الخطاب من أبي بكر ﵄ لأنه لم يجبه إلى القود من خالد بن الوليد لما قتل هذا مالك بن نويرة في حروب الردة - وأن يقوم عمر إلى خالد إبان دخوله المسجد وينزع اسهمًا كانت حلية عمامة خالد ويحطمها بحضور أبي بكر الصديق وهو خليفة الرسول ﷺ وصاحبه في الغار وأول من آمن به من الرجال وإن كان قتل خالد مالكًا ناشئًا عن سوء تفاهم لاختلاف اللغات في جزيرة العرب كما تواتر هذا في أساطير المؤرخين ولا غرابة من أن عمر بن الخطاب (ض) مع شدته وارجافه قلوب العرب لم تمنع درته ذلك الأعرابي الذي جاء إليه عصر خلافته يستفتيه في أمر عرض له فلما أخبره بحكم الله صرح ذلك الأعرابي بما أخذه على أمير المؤمنين (ض) وكان من خبر هذه الواقعة أن رجلًا أعرابيًا واسمه قبيصة بن هانئ أتى عمر بن الخطاب (ض) فقال أني أصبت ظبيًا وأنا محرم فالتفت عمر إلى عبد الرحمن بن عوف وقال قل - فقال عبد الرحمن يهدى شاة - فقال عمر للأعرابي اهد شاة.
فقال الأعرابي والله مادرى أمير المؤمنين ما فيها حتى استفتى غيره فخفقه عمر بالدرة وقال أتقتل في الحرم وتفحص الفتيا ان الله ﷿ قال ﴿يحكم به ذوا عدل منكم﴾ فأنا عمر بن الخطاب وهذا عبد الرحمن بن عوف. وما حديث هذا المعنى في عهد عثمان بن عفان بالأمر المستور خبره أو المعفى أثره.
هذا وإن نتائج هذا المبدأ (مبدأ المساواة) قد أينعت ثمارها وظهرت بأجلى صورها في عصر ذلك الرجل الورع التقى الطاهر القلب السليم الطوية الحسن النية النبيل الذكر الشريف النفس الصابر على البلاء المتجنب الكبرياء اعلم أهل دهره بكتاب ربه وسنة نبيه وصى النبي المصطفى وابن عمه سيدنا علي كرم الله وجهه.

5 / 7