أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرًا والنابغة ومن مضى منهم من الموت حتى يصيبه ما أصابهم - وقال آخر نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا فإذا أخرج عن فو الله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت - فقال أبو جهل إن لي فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا وما هو يا أبا الحكم قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابًا فتي جليدًا نسيبًا وسيطًا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا ثم يعمدون إليه فيضربونه بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم - فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي وتسجّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم وكان رسول الله ينام في برده ذلك إذا نام - وكان بين المجتمعين أبو جهل فقال وهم على الباب إن محمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح ثم بعثتم من بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها - ثم خرج عليهم رسول الله فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس والقرآن والحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم إلى قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون حتى فرغ رسول الله من هؤلاء الآيات ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابًا ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال ما تنظرون ههنا قالوا محمدًا قال خيبكم الله قد والله خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأسه ترابًا وانطلق لحاجته أفما ترون مابكم فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليًا على الفراش متسجيًا ببرد رسول الله فيقولون والله إن هذا لمحمد نائمًا عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا - وكان مما أنزل الله من القرآن في ذلك اليوم وما كانوا أجمعوا له: ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو
4 / 6