============================================================
1 المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم فتبين بذلك آن الذين يتبعون المتشابه هم هؤلاء المجسمة الذين يأخذون بظاهر اللفظ المتشابه، فيكون بذلك التأويل ممدوحا شرعا لآنه الدواء الشافي لمرض تتبع المتشابه المذموم شرغا.
وفي ذلك قال الإمام المفسر أبو عبد الله القرطبي: "قوله تعالى : { فيتبعون ما تشكبه منه أبتفاء الفتنة وابتغله تأويلهء. قال شيخنا أبو العباس(1) رحمة الله عليه: متبعو المتشابه لا يخلو آن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن واضلال العوام كما فعلته الزنادقة والقرامطة الطاعنون في القرآن، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة، الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية، حتى اعتقدوا آن البارئ تعالى 9 جسم مجسم وصورة مصؤرة، ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وآضبع تعالى الله عن .(2)4 ذلك2100 الحديث الثالث: عن أبي هرئرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقول الله يؤم القيامة: "يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني". قال: أي رب كيف أعودك وآنت رب العالمين؟
فيقول: "أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لؤ عدته وجدتني عنده..." الحديث(3).
(1) هو أحمد بن عمر بن ابراهيم، أبو العباس الأنصاري القرطبي (ت/656ه) صاحب كتاب "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم".
(2) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (4/ 13 - 14).
(3) رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (115/1) (رقم/28)، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص/196)، ومسلم في صحيحه (1990/4) (رقم/2569)، وابن حبان في صحيحه (503/1) (رقم/269)، قال الإمام النووي في شرح "صحيح مسلم" (126/16): "قال العلماء: إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والهراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له. قالوا: "ومغنى وجذتني عنده" أي وجذت ثوابي وكرامتيء ويدل عليه قؤله تعالى فبي تمام الحديث: "لو أطعمته لوجذت ذلك عندي لو أشقيته لوجذت ذلك عندي" أي ثوابه. والله أعلم".
مخ ۱۲۰