============================================================
ان حياة الدنيا شربة من ماء كفيلها ، ونبتة من نبات الأرض وكيلها ، فان عدمتا كان الى الممات سبيلها ، مكدرا بالآفات شربها ، معرضا لعاهات ربها ، فهي لحياة مفورة لو دامت ، منكورة لو أقامت ، عند من نظر إلى الدنيا حق النظر ، وعاين منها مواقع العبر ، فكيف وحمولتها واقفة (1) للحمول ، والشهب والدهم من خيلها مسرجة للرحيل ، فإلى مى تغشاك أيها المسكين غواشي السكر ، والى متى لا تميز العرف من النكر (2) ، أما آن لغرب حرصك على الدنيا أن يفل ، ولكثير انكماشك في طلبها أن يقل ، ولصعب مركب طمعك في حطامها أن يذل ، أما نازعك نفسك أن تتخذ مركب الافلاك مركبا وتتخذ بموكب الاملاك موكبا، وترقى بالمنصوب من سلم الشريعة ، إلى حيث لا تخشى سلطان 103 الطبيعة ، فتسلم من طغيان بحر ا أفاتها بالجزر والمد، وعدوان برعا هاتها الممتد بتعاقب الحر والبرد ، لاحقا بمن وصفهم الله سبحانه من أهل الحسنى الذين كانوا بها " لأنفسهم يمتهدون" (3) . فقال عالى : " إن الذين سبقت لتهم. منا الحسنى أولئيك عنها مببعدون "(4) . ثم قال سبحانه عما يفتري عليه الجاحدون : 9ل ب سمعون حسيسها وهم. في ما اشتهت أنفسهم، خالدون"( الله الله صلوا وزكوا وصوموا وحجوا وبروا الوالدين ، والزموا ب كلى اليدين تفوزوا بالحسنيين ، اعلموا : ان الناس الأ من عصم الله ورحم اغروا في دين الله سبحانه بالكذب ، وركبوا في التدين بما يأفكون، ميلا مع الهوى مركب اللهو واللعب ، حتى قال قوم من منتحلي التشيع (1) واقفة : ما فقد في ق.
(2) التكر : المتكر في ق.
(3) سورة :44/30.
(4) سورة:101/21.
(5) سورة :102/21.
مخ ۱۰۰