============================================================
الجالس المؤيدية قال الحكماء : إن الإنسان هو العالم الصغير ، لأن آثار جميع ما هوفى العال الكبير موجودة فيه ، فجعلوا القلب الذى هو أشرف شىء فى الإنسان ، وهو بيت العياة والحرارة ، بإزاء الشمس التى هى اشرف شىء فى الفلك ، لتخصض القلب ب قبوله قوى الشمس . وجعلوا الدماغ الذى هو حاسة العقل وأشرف شىء فى الإنسان بعد القلب ، ومكان المعارف من الألوان والطعوم والروانح بازاء القمر الذى هو أشرف ىء فى الفلك بعد الشمس . وقالوا : إن الدماغ وزير القلب ، وقالوا : إن نفوذ القوة من القلب إلى الدماغ كنفوذ الشمس إلى القمر . وقالوا : إن إدراك الدماغ حقيقة الطعوم والروائح والأصوات والألوان بآلات السمع والبصر والشم والذوق ، ورجوعه فيها إلى القلب الذى أفاده القوة كاستناد القمر فيما يحصله في عالم الطبيعة من صور الأشخاص والمواليد إلى الشمس التى تمده القوة ، كما يمد القلب الدماغ الحرارة وقالوا : يفسد بفساد الدماغ الحس والعقل ، ويقف عن إدراك المعارف ، كما أنه لو لم يكن فلك القمر أوقف العالم عن إظهار المصور: ولما كان الأمر على هذا الترتيب كان الإنسان الذى هو العالم الصغير بازاء الشريعة التى هى عالم الأمر ، وكان حلول القلب الذى هو متصل بالشمس ومعدن الياة وأمير الجوارح التى لاتورد ولاتصدر إلا عن أمره كحلول النبى الذى هو امير عالم الأمر، ومعدن حياة الخلق ، والرئيس الذى لاتورد ولاتصدر حدود دينه الاعن رأيه وأمره ، وكان سبيل الدماغ الذى هو متصل بالقمر وحاسة العقل ، و مكان تمييز الالوان والروائح والطعوم ، وإدراك المعارف بصورها . وكونه وزيد القلب تنفذ القوة منه إليه كنفوذ قوة الشمس إلى القمر ، كسبيل الوصى بكونه وزير النبى ! فى عالم الأمر ، تنفذ إليه قوته ، ويتصل به علمه ، فيبين حقائق الدين
مخ ۱۰۹