============================================================
المجالس المؤيدية هارون من موسى ، إلا أنه لابنى بعدى" (1) ثم قال الله تعالى : " ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ، ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ، وآتيناهما الكتاب المستبين ، وهديناهما الصراط المستقيم ، وتركنا عليهما فى الآخرين ، سلام على موسى وهارون (2)" . فإن كان تشبيه التبى نفسه بموسى وعليا بها بهارون صحيحا، فمإنه يسايره على مقتضى هذه الآية قدما .
وقال أهل التنجيم : إن هذا العالع الذى هو عالم الكون والفساد فى تلك الفمر و فى تدبيره وإن نفوذ تأثير الشمس فيه بوساطة القمر ، ولو نفذ فيه تأثير الشمس بهجرده من دون القمر، لم يصح أن يوجد نبات ولا حيوان ، ولكن القمر يقبل تأثر الشمس ، فيفضى به إلى حد الأعتدال ، ثم يوصله إلى مواليد العالم ، فيكون به الشأة والعمارة . فنقول : إن الشريعة وأركانها تعلقها بالوصى ووصول الناس إلى حقائقها من جهته ، وإنه مهما رفعت وساطته من الدين ، والتمس التمسك بعلاثق النبوة بمجردها من دون الوصاية ، يطل مواليد الدار الآخرة ، والصور الملشأة للحياة الأبدية . فتبارك الله الذى جعل فى سماء الدين نجوما (كما جعل فى السماء الدنيا جوما) وجعل فيها سراجا وقمرا ، كما جعل فيها سراجا وقمرا منيرا ، ليكون أحدهما مثلا والآخر ممثولا ، هذا محسوسا وهذا معقولا .
(1) صحيح مسلم : 267/6 باب قضائل على بن أبى طالب.
(2) الصافات : 114 - 120.
مخ ۱۰۸