258

محض الصواب په فضائلو کې د امير المؤمنين عمر بن الخطاب

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

ایډیټر

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

خپرندوی

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

المدينة النبوية والرياض

المهاجرين؟ "، فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا: "لا عليكم أن لا تقربوهم واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين"، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى إذا جئناهم فإذا هم مجتمعون وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمَّل١ فقلت: من هذا؟ فقالوا: "سعد بن عبادة"، فقلت: ما له؟ قالوا: "وجع" فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله عزوجل بما هو أهله ثم قال: "أما بعد، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا، وقد دفّت دافّة٢ منكم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويحضنونا٣ من الأمر"، فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت٤ مقالة أعجبتني، أريد أن أقولها بين يدي أبي بكر، / [٢٨ / ب] وقد كنت أُداري منه بعض الحدّ، وهو كان أحلم مني وأوقر، فقال أبو بكر: "على رسلك"، فكرهت أن أغضبه وكان أعلم مني وأوقر، فقال: والله ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل، حتى سكت فقال: "أما بعد: فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبًا ودارًا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم"، وأخذ بيدي ويد [أبي] ٥ عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يُقرّبُني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن

١ التّزميل: الإخفاء، واللف في الثوب. (القاموس ص ١٣٠٦) .
٢ الدّافة: هي الجماعة من الناس تقبل من بلد إلى بلد. (لسان العرب ٩/١٠٤، وانظر: فتح الباري ١٢/١٥١) .
٣ حضنه واحتضنه عن الأمر: أخرجه من ناحية عنه، واستبد به أو حبسه عنه. (لسان العرب ١٣/١٢٣، فتح الباري ١٢/١٥٢) .
٤ زوّرت: هيّأت وأصلحت، والتزوير: إصلاح الشيء. (لسان العرب ٤/٣٣٧) .
٥ سقط من الأصل.

1 / 281