327

============================================================

تفسير سورة البقرة /291 فلما بلغ الوقت الذي أراد الله أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)؛ فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس: فقالت له الملائكة: قل الحمد لله؛ فقال: الحمد لله؛ فقال الله - جل وعز -: رحمك ربك. فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى نمار الجنة؛ فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام وونب قبل أن يلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة؛ فذلك قوله: (خلق الإنسان من عجل).

وقال مقاتل: فخلق الله تعالى آدم من طين أحمر وأسود وأبيض من السبخة والعذبة، فمن ثم نسله أبيض وأحمر واسود ومؤمن وكافر؛ فحسد إبليس تلك الصورة؛ فقال للملائكة الذين هم معه: أرأيتم إن فضل هذا عليكم ماذا تصنعون؟ قالوا: نسمع ونطيع لرينا. وأسر ايليس في نفسه لئن فضل آدم عليه لايطيعه وليستنفر به؛ فترك آدم طينا أربعين سنة مصورا وجعل إبليس يدخل في دبره ويخرج من فيه ويقول: أنا نار وهذا طين أجوف والنار تغلب الطين؛ فلأغلبنه؛ فذلك قوله تعالى: (ولقد صدق عليهم إيليس ظته)؛ وقال الله للروح: ادخلي بهذا الجسد قالت: أي رب هذا الجسد المظلم؟! قال الله: ادخليه كرها؛ فدخلته كرها وهي لاتخرج إلا كرها. ثم نفخ فيه من قبل رأسه؛ فترددت فيه حتى بلغت نصف جسده: فتعجل للقعود: فذلك قوله: (خلق الانسان من عجل). فلما بلغ الرجلين أرادت أن تخرج: فلم تجد منفذا: فرجعت إلى الراس؛ فخرجت من المنخرين؛ فعطس وعند ذلك قال: الحمدلله؛ وكان ذلك أول كلامه؛ فرد عليه ربه: يرحمك الله: لهذا بخلقتك، تسبح بحمدي وتقدس لي "فسبقت رحمته غضبه"، يا ادم -113آچ.

وقال الكلبي: فتفخ فيه الروح؛ فجلس؛ فعطس وذكر نحو قول مقاتل: وروي عن سعيدبن جبير عن ابن عباس قال: بعث رب العزة إبليس؛ فأخذ من أديم الأرض من عذبها وملحها: فخلق منه آدم: وكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى السعادة وإن كان ابن كافرين؛ وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إلى الشقاوة وإن كان ابن نبيين. قال: ومنتم قال إبليس (أ أشجد لمن خلقت طينا) أي هذهالطينة أنا جئت بها. قال: ومن ثم ستي آدم: لأنه خلق من أديم الارض؛ وقال الحسن وابن المسيب: لما خلق الله آدم فضلت منه فضلة: فخلق منها الجرادة؛ وروى ابو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: "كان طول آدم ستين "1498 ذراعا في عرض سبعة أذرع (498)".

ليتهنل

مخ ۳۲۷