285

============================================================

رسورةالفره (219 الأعمال: وقوله: (وعملوا الحالحات) أي الأعمال الصالحات، والموصوف بها محذوف. وقوله: (أن لهم جناتي) أي بشرهم بأن لهم في الآخرة بساتين في غاية ما يعرف في الدنيا من النزهة، والجنة الحديقة ذات الشجر، سميت جنة لكثرة شجرها تسترها بكثرة أغصانها، وذلك من الاجتنان. قال المفضل: الجنة كل بستان فيه نخل؛ فإن كان فيه كرم فهو فردوس؛ ويقال: جنت الرياض جنونا إذا اغتم نيتها حتى يستر الأرض؛ ويقال لكل ما ستر: جن وأجن؛ ومنه الجنون لأنه يستر العقل، والجنة لأنها تستر الشخص، والجني لأنه مستور عن الأعين.

(تجري من تخيهام أي من تحت أشجارها واسافلها، وليس المعني به تحت أرضها: 411(474) وقال النبي -صلى الله عليه وآله - "أنهار الجنة تجرى في غير أخدود" (474) والأنهار جمع نهر، واراد بالأنهار المياه سميت أنهارا لقرب الجوار؛ وفي بعض التفاسير : "تجري" أي تطرد: وإن الأنهار لاتجري، بل يجرى الماء فيها؛ ويستعمل الجري فيه توسعا، كماقال: (ويشقون فيها كأسأ)، أي الشراب في الكأس.

وقوله: (كلما رزقوا منها) أي متى ما أطعموا من الجنة؛ و"كل" حرف جملة، ضم إلى "ما" الجزاء فصار آداة للتكرار؛ وهي منصوبة على الظرف1 و"من" -93 ب - هاهنا صلة، اي أطعموا ثمره رزقا، أي طعاما؛ ويجوز أن يكون "من" هاهنا للتبعيض، أي من نوع من انواع فاكهتها رزقا؛ والمعنى متى ما أعطوا شيئا من الثمرات ثم أتوا بشيء آخر (قالوا هذا الذي ززقنا من قيل) لتشابهها، أي كأنه هو.

ثم بين المعنى الذي لأجله يقولون هذا القول، فقال: (وأتوا به) أي بالرزق والمراد به المار (متشابها) أي متفق المناظر يشبه الأول الآخر في المنظر، ثم هو مخالف له في المذاق والطعم. هذا قول ابن عباس وابن مسعود وابى العالية ومجاهد وجماعة من الصحابة وهو قول السدي والربيع وابي زيد.

قال ابن عباس: ليس في الجنة شيء مما في الدنيا من الثمار وغيرها إلا الأسماء. قال ابن زيد: يعرفون اسمه كماكانوا يعرفونه التفاح بالتفاح والرمان بالرمان، ثم بينهما 1- في الهامش عنوان: النحو. 2. في الهامش عنوان: التفسير.

ليتهنل

مخ ۲۸۵