246

============================================================

1180مفاتيح الاسرار ومصابيح الأبرار عروبة فتادة أن معنى "اشتروا" استحبوا الضلالة على الهدى؛ والعرب تقول لكل من ترك شئا واستحب غيره إنه قد اشتراه على معنى ان رغبته فيه كرغبته في المشتري؛ فالاشتراء إذأ بمعنى الاختيار.

والوجه الثالث: أنه على حقيقة الشراء؛ فكأنهم اشتروا الكفر بالايمان لأنهم كفروا بعد ايمانهم، قال الله تعالى: (فلما جاءهم ماعرفواكفروا به): وهذا قول الكلبي ومقاتل ومجاهد. قال الكلبى: باعوا إيمانهم بمحمد -صلى الله عليه وآله -قبل أن يبعث إليهم بالضلالة التي دخلوا فيها من اليهودية والتكذيب؛ وقال مقاتل ومجاهد: امنوا ثم كفروا: وإن حملت الآية على المنافقين فالبيع والشراء في حقهم ظاهر؛ فإنهم أمنوا بلسانهم واشتروا الضلالة بالهدى بعد الايمان للنفاق الذي أضمروه.

والوجه الرابع: اختاروا متابعة الشهوات وما هو سبب الضلال من الهوى والاستبداد بالرأي على الهدى في القرآن.

قال الله تعالى: (فما ربحت تجارتهم) أي لم يحصلوا من تجارتهم على ربح، بل خسروا ثواب الدنيا والآخرة، ولم يحصلوا من الضلال الذي اثروه على الهدى الذي تركوه على نفع في الدنيا والآخرة، وماكانوا مهتدين من الضلالة، ونحوه قال مقاتل. قال قتادة: خسرت صفقتهم ولم يربحوا؛ لأنهم خرجوا من الهدى إلى الضلالة، ومن الجماعة إلى الفرقة، ومن الاطاعة إلى المعصية، ومن الأمن إلى الخوف.

وقوله: (فما ربحت تجارتهم)، قال أبو اسحاق:1 معناه ما ربحوا في تجارتهم؛ لأن التجارة لاتربح وإنما يربح فيها، والعرب تقول: قد خسر بيعك وربحت تجارتك. يريدون بذلك الاختصار وسعة في الكلام: وقد قال الله تعالى: (بل مكر اللئل والنهار) والليل والنهار لايمكران، وإنما معناه بل مكرهم في الليل والنهار؛ فكذلك قول القائل: ريح بيعك، معناه ربحت في بيعك. قال أصحاب المعانى: هذا مثل، أي: ما زكا عملهم ولاأفلح اختبارهم، بل خاب سعبهم وخسرت -75ب- صففتهم وحبط عملهم وقوله: (وما كانوا مهتدين) أي لم يكونوا مصيبين فيما فعلوا ولا ذوي رشد فيما 1. في الهامش عنوان: اللغة والمعاني.

ليتهنل

مخ ۲۴۶