============================================================
تفير سورة البقرة /129 والمؤمن يأكل في معاء واحد، وهو تسليم الأمر إلى من له الأمر، والأخذ منه، والكون معه، والحب له، والالتجاء إليه، والتوكل عليه بظاهره وباطنه وقوله وفعله وعلانيته وسره: ( قلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تشليما". ثم ذكر سبحانه وتعالى مثل المنافقين بعد ذكر مراتبهم فقال -جل عز-: (مثلهم كمثل الذي اشتوقد نارا ) ليعرف أن خصالهم غير، وأمثالهم غير، وذاك هو وجه النظم بين الآيات.
قوله -جل وعز: .
أؤوليك الذيناشترواالضلالة بالهدى فماربحت 6292 تجارتهم وماكانوا مهتدين) التفسير والمعاني الأصل في الاشتراء الاستبدال؛ وكل اشتراء استبدال، وليس كل استبدال اشتراء: والمعني بالاستبدال أخذ الشيء واعطاء بدله؛ وكذلك الاشتراء أخذ الشىء وإعطاء ثمنه؛ ل والشراء من الأضداد، فقد تكون بمعنى البيع كقوله: (وشروه بثعن بخس) وقد يكون بمعنى الأخذ والقبول وإخراج ثمنه. قال ابن عباس: أخذوا الضلالة وتركوا الهدى، وهو مروي عن عبد الله ين مسعود أيضا وقول السدي.
و ذكر أهل التفسير والمعاني في وجه اشتراء الضلالة بالهدى بعد أن لم يكونوا على الهدى أربعة أوجه: أحدها: أن هؤلاء المنافقين لماتركوا ما هو الواجب عليهم من الهدى وهو ميسور لهم، لو حاولوه، فاستبدلوا به الضلالة قيل: إنهم اشتروا الضلالة بالهدى.
والثاني: أن العرب -75آ تجعل من آثر شيئا على شيء مشتريا له وبائعا، وإن لم يكن ما شراء ولابيع ظاهر. فعلى هذا معنى "اشتروا" استحبوا واتروا: وكان ما آخذوه وهو ماهم عليه الآن من النفاق كالسلعة، وكان ما تركوه وهو الإيمان والهدى إلى بدل عنه كالتمن، قال اله تعالى: (ومن يتبدل الكفر بإلأيمان فقد ضل سواء السبيل)، وروى سعيد بن أبي ليتهنل
مخ ۲۴۵