227

============================================================

نفسير سورة اليفرة/169 خدعته خدعا وخدعا وخديعة: والمخادعة مفاعلة من الخدع؛ والمفاعلة إنما تكون بين اتنين إلا في قليل من المواضع، كما تقول: سافرت وطارقت النعل؛ وقد قال الله تعالى: (وقاسمفما) قيل: أي حلف لهما، ولم يحلفا له؛ ويقال: فلان يخادع الناس، أي يخدعهم، قاله أبوعبيدة؛ ويقال: قاتله الله، أى قتله الله. فعلى هذا المعنى يخادعون بمعنى يخدخون وهو أنهم يظهرون خلاف ما يضمرون: وعلى وجه المفاعلة -66 ب الخداع منهم أنهم يعملون في دين الله ما هو الخداع فيما بينهم؛ وقيل: يعملون عمل المخادع؛ وقال الزجاج : انهم لما أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر صار يقينهم خداعا؛ وقيل: يخادعون الله في ظنونهم: وقيل: يخادعون رسول الله والمؤمنين؛ فأضاف إلى الله تعالى تعظيما للأمر، كما قال: (يحاربون الله)، "ويؤذون الله). وقيل: إن ذكر الله في هذه الكلمة تحسين وتزيين لكلام: لأن الافتتاح باسمه أحسن وفيه تشريف للمؤمنين، كما قال: (فإن لله خمسه ولرسول).

التفسير] قال ابن عباس في رواية الكلبي: يخادعون الله، أي يخالفون الله ويكذبونه بقلوبهم: وحكى ثعلب عن ابن الأعرابى: أصل الخداع الفساد، ومعنى يخادعون أي يفسدون ما يظهرون من الايمان بما يضمرون من الكفر: ومعنى قوله تعالى في سورة النساء: (وهو تادعفم) أي جاراهم على الخداع، وفعل بهم ما هو في صورة الخداع، حيث أمدهم بلأموال، وسائر ما يتمتعون به، ثم أخفى عواقبهم عنهم. وقيل: تخليبه(444) إياهم1 مع مكرهم وخداعهم، مكر وخداع بهم. أوحى الله تعالى إلى داود -عليه السلام - "ألا ترى المنافق كيف يخادعني وانا أخدعه، ويسيحني بطرف لسانه وقلبه بعيد مني؟" ومعنى أخدعه أي أمهله ولاأعاجله بالعقوبة.

وقوله: (وما يخدعون إلا أنفسهم* كما يقول: قاتل فلان فلانا فما قتل إلا نفسه، أي رام صاحبه، فلم يتمكن منه وعاد وبال فعله إليه؛ وقيل إنما يخادع من لايعلم البواطن، فأما من

1. س: تحليته وامامهم. والصحيح ما انبتناه.

ليتهنل

مخ ۲۲۷